عشائر مدعومة بمليشيات تمنع نازحي صلاح الدين من العودة

02 نوفمبر 2015
300 أسرة منعت من العودة إلى قراها(Getty)
+ الخط -
منعت عشائر عراقية مدعومة من مليشيا "الحشد الشعبي"، أخيراً، الأسر النازحة من بلدة يثرب بمحافظة صلاح الدين من العودة إلى منازلها، ورفعت السلاح بوجه النازحين العائدين.

وقال أحد وجهاء البلدة، يُدعى محمد حسين الجواري، إنّ "مئات الأسر التي نزحت من البلدة قبل وأثناء العمليات العسكرية، التي شنتها القوات العراقية ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قررت العودة إلى منازلها بعد قرار الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين بالعودة الفورية لجميع نازحي المنطقة".

وبيّن الجواري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "النازحين العائدين تفاجئوا بخروج عشائر (البو حسان والفدعوس وخزرج)، التي تعود أصولها للمحافظات الجنوبية من مدينة بلد، ونصب حواجز انتشر فيها مئات المسلّحين عند مدخل بلدة يثرب لمنع الأسر العائدة من الدخول".

وأوضح الجواري، أنّ مسلّحي العشائر كانوا مدعومين من مليشيا "الحشد الشعبي"، التي فرضت طوقاً أمنياً كبيراً حول سيارات النازحين ومنعتهم من التقدم باتجاه مناطقهم، مؤكّداً أنّ عشائر بلد فرضت شروطاً عدّة قبل الموافقة على عودة الأسر النازحة، منها تشكيل فوج من هذه العشائر الثلاث لحفظ الأمن في يثرب لضمان عدم عودة تنظيم "داعش"، وتحديد منفذ واحد للدخول والخروج من البلدة يكون بإشراف هذه العشائر بمساندة مليشيا "الحشد"، وعدم عودة أية أسرة لديها مشتبه به أو مطلوب للقضاء، وتسليم أكثر من 500 شخص صدرت بحقهم مذكرات قبض، فضلاً عن دفع مبالغ مالية كبيرة لذوي قتلى عشائر (البو حسان والفدعوس وخزرج)، الذين سقطوا خلال المعارك مع التنظيم جنوبي صلاح الدين.

من جهته، قال أحد النازحين الذين منعوا من العودة، ويُدعى مزهر خليفة، إن أكثر من 300 أسرة لا تزال ممنوعة من دخول يثرب على الرغم من الاتفاق مع قيادات "الحشد الشعبي"، ومحافظ صلاح الدين على عودة الأسر النازحة، مُضيفاً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "عناصر منفلتة من أبناء العشائر أطلقوا العيارات النارية في الهواء لمنعنا من الدخول، اعتدوا بالضرب بالعصي والحجارة على النازحين من الرجال والنساء والأطفال".

وتابع خليفة، "نحن في العراء منذ 24 ساعة لم يتدخل أحد من الجهات المسؤولة لإنصافنا على الرغم من وجود الجيش على مسافة قريبة منا". كاشفاً تعرضهم لتهديدات بالقتل أو الاعتقال في حال لم يغادروا المنطقة خلال الساعات الُمقبلة.

وأعلن محافظ صلاح الدين، رائد الجبوري، أمس الأحد، وجود اتفاق لعودة النازحين من بلدة يثرب إلى مناطقهم، مؤكّدا في بيان أن الاتفاق تم بين عشائر البلدة قادة مليشيا "الحشد الشعبي"، وأن العودة ستكون على شكل دفعات بعد التأكد من عدم انتماءهم لتنظيم "داعش" من خلال تدقيق أسمائهم وأوراقهم الثبوتية.

وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على بلدة يثرب بعد سيطرته على محافظة الموصل في العاشر من يونيو/حزيران 2014، قبل أن تتمكن القوات العراقية من طرده منها مطلع العام الجاري.

اقرأ أيضاًعشائر عراقية تتهم المليشيات بإعدام نازحين في صلاح الدين