عزيز الشافعي: عشوائيات مصر انتقلت إلى فن الغناء

01 يناير 2015
عزيز الشافعي: لا بد من مواجهة الفن الرديء (أرشيف/Getty)
+ الخط -
قال الملحن المصري، عزيز الشافعي، إن الغناء شهد ظهوراً لأعمال وأصوات رديئة، واصفاً ما يشهده المجال، بمثابة انتقال العشوائيات المنتشرة في مصر إلى الفن، داعيا إلى مواجهة الفن الرديء على اعتبار أن الأعمال الجيدة تنتصر في نهاية المطاف.
وإلى نص المقابلة:

* بعيدًا عن الغناء، هل تتابع الاقتصاد وأخباره؟
أتابع ما يخصني فقط، فهناك أخبار اقتصادية تكون محط أنظار الجميع بمن فيهم من لا ينتمون إلى هذا المجال، وأنا واحد من المنتمين إلى الطبقة الوسطى في مصر، وأهتم وأتابع فقط كل ما يدور على المستوى المعيشي من تطورات سواء ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، وما إلى ذلك من أمور وتطورات.

* وما الأخبار التي لفتت انتباهك في الفترة الأخيرة؟
لفت انتباهي ارتفاع سعر تذكرة مترو الأنفاق، وذلك رغم أنني لا أستقل المترو، فلدي سيارة ولا أحتاج إلى أي وسيلة أخرى لكي أتنقل في مناطق القاهرة، ولكن ما أتحدث عنه هو المواطن البسيط الذي يعتمد على المترو في الكثير من تنقلاته اليومية، خاصة في ظل محدودية المداخيل وارتفاع الأسعار في كل شيء.

* وكيف تأثر الغناء بما مرت به مصر من أحداث وتطورات في الآونة الأخيرة؟
أعتقد أن الغناء تأثر كثيراً فهناك عوامل كثيرة أدت إلى ذلك، والدليل على ذلك هو ظهور بعض العناصر التي أساءت لسمعة الغناء المصري، وشوهت صورته بين أقرانه في الدول الأخرى.

* لكن البعض يرى أن ظهور هذه النوعية من الفن يعبر بالفعل عن بعض فئات المجتمع؟
ليس صحيحا، فما حدث خلال السنوات الأخيرة من ظهور لبعض الفرق والمطربين أو الأغاني التي انتشرت بسرعة، دليل على تدهور حال الغناء، فعندما يتراجع ويهبط مستوانا في الغناء إلى هذه الدرجة فبالتأكيد هناك مئات الأسباب والثغرات والأزمات، ففي السابق كان الانتقاد للفن المصري والغناء يتمثل في الفنان أحمد عدوية، والآن انحدر الذوق العام وانحدر الغناء الشعبي، ووصل الحال بنا إلى ما نحن عليه الآن من مأساة في حق الأجيال التي تربينا وتعلمنا منها الغناء سواء الشعبي أو حتى الوطني والعاطفي.

* وهل للأزمات الاقتصادية والسياسية دخل مباشر في هذا الانحدار؟
بكل تأكيد فعندما تظهر أغنيات بهذا المستوى، فلا بد أن نلوم من أتاح لها الفرصة في الظهور ومن أعطاها حق الغناء، وكل من ساهم في أن تطل علينا مثل هذه النوعية من الأغاني والمطربين الذين لا يستحقون حتى أن نطلق عليهم "مستمعين" فليس لديهم أي حس فني على الإطلاق .

* لكن هناك أصوات ظهرت عن طريق اليوتيوب ولا تحظى بعضوية نقابة الموسيقيين، فكيف تلوم المسؤولين؟
الاتهام موجه للجميع حتى للجمهور الذي يشاهدهم ويستمع إليهم عبر يوتيوب حتى ولو من باب الفضول، أيضاً الإعلام له دور كبير جداً فيما وصلنا إليه، وأحمله جزءا كبيرا من هذه الأزمة حيث ساهم بالنسبة الأعلى في ظهور هؤلاء، وأتاح لهم الفرصة لأن يتقدموا المشهد الغنائي ويصلوا إلى ما لم يتوقعوا أن يصلوه في يوم من الأيام.

* وما دور الإعلام في انتشار هذه النوعية وظهورها؟
سلطت الصحف والقنوات الفضائية الضوء بشكل مبالغ فيه على هذه النوعية من المطربين الذين دخلوا كل بيت مصري وأثروا في الأطفال والأجيال الجديدة، فعلى المستوى الشخصي أغضب وأحزن عندما أرى أحد الأطفال الذي لم يتعد عمره 10 سنوات، وهو يرقص ويتمايل بطريقة تخدش الحياء على أنغام تلك الأغنيات التي شوّهت تراثنا الفني والموسيقي الذي نشأت عليه وتربت أجيال وأجيال.

* لكنك قدمت على سبيل المثال أغنية "يا بلادي" مع اندلاع ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وحققت نجاحا، وهو ما يشير إلى أن العمل الجيد يفرض نفسه؟
العمل الجيد سيفرض نفسه دائماً، ولكن لا بد وأن نواجه الفن الرديء وألا نعطي له المساحة في الانتشار لأنني أعتبره مثل العشوائيات في بلدنا، وكل مجال به عشوائياته ولا بد من الحد من هذه الظاهرة في كل المجالات لكي نبني مستقبلا أفضل لنا ولأولادنا في كل المجالات، فيكفي ما ضاع من عمرنا ويكفينا انقسامات واختلافات وخلافات.