وأظهر التسجيل الصوتي المنسوب للدوري، صورة لنائب الرئيس العراقي مرتديًا الزي العربي. لأول مرة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، إذ دأب على ارتداء الزي العسكري في كل ظهور له.
وقال الدوري في خطابه الذي بث على حسابات مقربة من حزب البعث، ولم يتسنَ لـ"العربي الجديد" التأكد من صحته، إن أية جهة خارجية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، لن تكون قادرة على إنهاء النفوذ الإيراني في العراق، مبينًا أن حزبه "البعث" فقط هو القادر على ذلك.
وتابع: "لم يتبق في العراق أي تأثير أميركي إلا في حدود ما تسمح به إيران"، موضحًا أن كل ما يصدر عن الإدارة الأميركية "لا يتجاوز كونه هواء في شبك".
وبيّن أن الحل للأزمة في العراق "لن يكون من الخارج أبدًا، بل إن الحل بيد الشعب"، مشيرًا إلى أن الأميركيين عاجزون عن مواجهة إيران في العراق وسورية واليمن، وأي مكان آخر توجد فيه إيران، داعيًا الدول العربية والخليجية منها إلى دعم حزب البعث لإخراج الإيرانيين من العراق.
وشدد على "ضرورة الانقلاب على الأوضاع في العراق من أجل بناء مجتمع ديمقراطي إنساني جديد، لتحقيق أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية"، موضحًا أن "الشعب عند حزب البعث هو صاحب السلطة المطلقة، وبيده الأمور كلها في تقرير مصيره، وتحقيق مستقبله".
وجدد الدوري، وهو الرجل الثاني في نظام صدام حسين، اعتذاره للكويت بسبب الغزو العراقي عام 1990، مؤكدًا أن ما حدث كان "احتلالًا يمثل خطأ استراتيجيًا وأخلاقيًا".
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت عام 2015 أنها قتلت عزة الدوري في عملية خاصة بمحافظة صلاح الدين (شمال العراق)، إلا أن الدوري واصل بث خطاباته السنوية في ذكرى تأسيس حزب البعث.
وتحاول السلطات العراقية تلافي الرد على الرسائل السنوية التي يوجهها الدوري لتجنب الحرج، واحتمالات اتهامها بالتناقض، لأنها سبق أن أكدت مقتله عام 2015.
وحول الخطاب الجديد، قالت مصادر مقربة من حزب البعث العراقي في العاصمة الأردنية عمّان، لـ"العربي الجديد"، إن "ظهور الدوري يتزامن مع حراك متصاعد لقيادات حزب البعث العراقي لإعادة توحيد صفوف الحزب وإنهاء حالة التشرذم الحالية وتعدد القيادات فيه"، متوقعة في الوقت نفسه أن "يكون الخطاب نفيًا لشائعات ظهرت مؤخرًا عن وفاته في دولة مجاورة للعراق، وأخرى تتحدث عن أنه توفي داخل العراق".
ورأى المحلل السياسي حسين الجبوري أن "الحكومة العراقية مطالبة بالتحقق من مدى صحة خطاب الدوري"، مؤكدًا لـ"العربي الجديد" أن "صمتها لا يصب في مصلحتها، لأنه قد يفسر من قبل البعض على أنه اعتراف ضمني بحقيقة وجود الدوري".
يشار إلى أن عزة الدوري، البالغ من العمر 77 عامًا، كان الذراع اليمنى لصدام حسين الذي منحه مواقع بارزة ونفوذًا واسعًا طيلة فترة حكمه. وبعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، اتهم الدوري من قبل الأميركيين والحكومات العراقية المتعاقبة بقيادة حركات تمرد تهدف لقلب النظام السياسي القائم، وإعادة حزب البعث للسلطة.