عزائي للثورة المصرية
لم أشعر بحزن وإحباط كما شعرت بخبر براءة المخلوع، حسني مبارك، أحسست بأنني في غيبوبة ثورية مؤقتة، استيقظت منها عند سماعي الخبر.
استحضرتني ذكريات ارتبطت بمخيلتي مع يوم العرس المصري، وانتصار ثورة يناير، عندها كنت أتسكع في أزقة الحي، برفقة أصدقائي، ولم يكن الحراك الشعبي في سورية قد بدأ بعد.
بدأت الأصوات تعلو في الحي "تنحى مبارك"، انتصرت ثورة مصر الشقيقة، أحسست ببهجة العيد، بغبطة في قلبي، بفرحة انتصار إرادة التغيير، بكسر قيود العبودية والانطلاق إلى مستقبل جديد واعد ومشرق.
ثم انطلقت إلى المنزل، لكي أشهد هذا الحدث التاريخي، وأشاهد فرحة الشعب المصري، نعم انتصرت ثورة 25 يناير.
لنخرج، الآن، من حضن الذكرى، ولنعد إلى الواقع الأليم، إلى واقع مصر اليوم، وقد مزقت آخر صفحات الثورة فيها.
مشاهد هزت كياني. رؤية أهالي الشهداء وهم في قمة الانهيار، مداخلة حسني مبارك على قناة صدى البلد، وفرحة الإعلامي أحمد موسى، وقذارة الإعلام المصري وفلوله. إنه كابوس. قلت في نفسي: الأحرار في السجون، والسفهاء أحرار طلقون.
إذا كان مصير الثورة المصرية هكذا، فكيف بثورة بلادي التي تآمر عليها القاصي والداني؟ إنه فعلاً كابوس.
هل هي رسالة لثورات الربيع العربي؟
هل ستذهب دماء الشهداء على مدى 4 سنوات من القتل والدمار هباء منثوراً، هل سيكون مصير الثورة السورية مثل مصير ثورة يناير؟ يقولون دائماً: لا نريد لمصر السيناريو السوري، وأنا أقول لهم: لا نريد لسورية السيناريو المصري.