عرسال مجدداً. مخيمات اللاجئين في عرسال مجدداً. والصور نفسها مجدداً أيضاً.
صباحاً قرر الجيش اللبناني مداهمة مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال. طيّب. بعد الصباح بقليل بدأ فيضان الصور علينا: نازحون بالمئات ممددون أرضاً، ووجوههم ممرّغة في التراب، وأيديهم مكبّلة. شباب وشيوخ، رجال... كلهم في الأرض عراة الصدور. لعلّهم إرهابيين نقول.
ويستمر تدفق الصور. نيران تندلع في خيم القماش والنيلون التي تحولت إلى بيوت للسوريين. عشرات الصور، عشرات الفيديوهات لنساء يولولن، لأطفال يقفون إلى جانب أمهاتم خائفين. هذه عائلات الإرهابيين نقول. الإرهابيون الذين ساهموا في خطف جنودنا. ثمّ تأتي تغطية الإعلام اللبناني لتكمل المسرحية: "لاجئون يشعلون النيران في مخيماتهم". حقاً؟ لاجئون يشعلون نيران في خيم هي كل ما بقي لهم. هي سقفهم الوحيد. السقف الذي يأوي عائلاتهم وأطفالهم. نردد ذلك علّنا نقتنع. "لاجئون يشعلون النار في خيمهم، لاجئون يشعلون النار في خيمهم". بيان قيادة الجيش يؤكد ذلك، من يستطيع تكذيب بيان قيادة الجيش؟ من ليس مع الجيش هو مع الإرهاب... هكذا قالوا لنا.
الجيش يكافح الإرهاب. انتهى. نهرب إلى أخبار أخرى: الممثل خالد صالح مات. نبحث عن صور له، ومعلومات لم نكن نعرفها عن حياته. لكن صور عرسال تلاحقنا. لا تترك مجالاً لحزن آخر... الصور أقوى من قدرتنا على التجاهل.
الجيش اللبناني قرّر إعادة فرض هيبته في عرسال. قرّر هو أيضاً الترويج والتسويق لهذه الصورة، بعد خطف جنوده خلال معركة عرسال الأخيرة. يعيد هيبته على أجساد اللاجئين السوريين الممدين أرضاً. ربّما بينهم مسلحون، ربما بينهم إرهابيون، بينهم من رفع علم "داعش"... لكن الأكيد أن بينهم مدنيين، بينهم أطفال، بينهم مرضى وشيوخ.
المعركة المحقة، يفترض أن تكون هناك، مع المسلحين، مع خاطفي الجنود، مع من يريد نقل الانفجار إلى لبنان... مع هؤلاء الذين يقطعون بفخر رؤوس جنودنا. لكن لا الجيش، وعلى وقع تطبيل وتزمير إعلامي، قرر "الدعس" في خيم اللاجئين. انظروا إلى الصور، خيم تحترق، ولاجئون مذلولون أرضاً... هؤلاء هم الحلقة الأضعف، دمّروهم، اقتلوهم، أذلوهم، المهم عودة الهيبة!
لا تسألوا بعد اليوم عن العنف الذي ينمو داخل هؤلاء السوريين، لا تسألوا لماذا يشتمون الجيش، يشتمون لبنان، واللبنانيين... لقد بلغنا مستوى آخر تماماً من العار... عارنا موثّق ومنتشر على كل مواقع التواصل. لن تستطيعوا الهرب منه بعد اليوم.
صباحاً قرر الجيش اللبناني مداهمة مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال. طيّب. بعد الصباح بقليل بدأ فيضان الصور علينا: نازحون بالمئات ممددون أرضاً، ووجوههم ممرّغة في التراب، وأيديهم مكبّلة. شباب وشيوخ، رجال... كلهم في الأرض عراة الصدور. لعلّهم إرهابيين نقول.
ويستمر تدفق الصور. نيران تندلع في خيم القماش والنيلون التي تحولت إلى بيوت للسوريين. عشرات الصور، عشرات الفيديوهات لنساء يولولن، لأطفال يقفون إلى جانب أمهاتم خائفين. هذه عائلات الإرهابيين نقول. الإرهابيون الذين ساهموا في خطف جنودنا. ثمّ تأتي تغطية الإعلام اللبناني لتكمل المسرحية: "لاجئون يشعلون النيران في مخيماتهم". حقاً؟ لاجئون يشعلون نيران في خيم هي كل ما بقي لهم. هي سقفهم الوحيد. السقف الذي يأوي عائلاتهم وأطفالهم. نردد ذلك علّنا نقتنع. "لاجئون يشعلون النار في خيمهم، لاجئون يشعلون النار في خيمهم". بيان قيادة الجيش يؤكد ذلك، من يستطيع تكذيب بيان قيادة الجيش؟ من ليس مع الجيش هو مع الإرهاب... هكذا قالوا لنا.
الجيش يكافح الإرهاب. انتهى. نهرب إلى أخبار أخرى: الممثل خالد صالح مات. نبحث عن صور له، ومعلومات لم نكن نعرفها عن حياته. لكن صور عرسال تلاحقنا. لا تترك مجالاً لحزن آخر... الصور أقوى من قدرتنا على التجاهل.
الجيش اللبناني قرّر إعادة فرض هيبته في عرسال. قرّر هو أيضاً الترويج والتسويق لهذه الصورة، بعد خطف جنوده خلال معركة عرسال الأخيرة. يعيد هيبته على أجساد اللاجئين السوريين الممدين أرضاً. ربّما بينهم مسلحون، ربما بينهم إرهابيون، بينهم من رفع علم "داعش"... لكن الأكيد أن بينهم مدنيين، بينهم أطفال، بينهم مرضى وشيوخ.
المعركة المحقة، يفترض أن تكون هناك، مع المسلحين، مع خاطفي الجنود، مع من يريد نقل الانفجار إلى لبنان... مع هؤلاء الذين يقطعون بفخر رؤوس جنودنا. لكن لا الجيش، وعلى وقع تطبيل وتزمير إعلامي، قرر "الدعس" في خيم اللاجئين. انظروا إلى الصور، خيم تحترق، ولاجئون مذلولون أرضاً... هؤلاء هم الحلقة الأضعف، دمّروهم، اقتلوهم، أذلوهم، المهم عودة الهيبة!
لا تسألوا بعد اليوم عن العنف الذي ينمو داخل هؤلاء السوريين، لا تسألوا لماذا يشتمون الجيش، يشتمون لبنان، واللبنانيين... لقد بلغنا مستوى آخر تماماً من العار... عارنا موثّق ومنتشر على كل مواقع التواصل. لن تستطيعوا الهرب منه بعد اليوم.