عراقيون يقضون أول أيام عيد الفطر في المقابر

15 يونيو 2018
زيارة مقابر العراق صباح عيد الفطر (أحمد الربعي/فرانس برس)
+ الخط -
تكتظ مداخل المقابر العراقية بأعداد كبيرة من الزائرين الذين توجهوا إليها بعد أداء صلاة عيد الفطر مباشرة لاستذكار موتاهم الذين زاد عددهم في السنوات الأخيرة بسبب استمرار الحرب التي تسبب بها اجتياح تنظيم "داعش" لمدن عدة منتصف عام 2014.

قضى منصور المساري صباح يوم العيد في مقبرة الكرخ (غرب بغداد)، وقال إن صور وأسماء الشهداء تغطي أغلب أرجاء المقبرة التي تعد الأكبر في العاصمة العراقية، موضحا لـ"العربي الجديد"، أنه ذهب لزيارة شقيقه وولده المدفونين هناك بعد مقتلهما في تفجير ضرب منطقة الباب الشرقي عام 2015.
وأشار المساري إلى أنه يئن طوال العام لفقدان أفراد عائلته بسبب الفوضى والحرب، مبينا أنه لا يجد راحته إلا في يوم العيد الذي يقضي نصفه بجوار قبورهم، مضيفاً "لست أعترض على قضاء الله وقدره، لكن الفراق صعب، والظلم الذي تعرضنا له وفرقنا عمن نحب أصعب".

قررت الحاجة أم سلام قضاء اليوم الأول من العيد إلى جانب قبر ابنها في مقبرة الكرخ أيضا، مؤكدة لـ"العربي الجديد"، أنه عثر نهاية عام 2014 على جثة ولدها على أحد الأرصفة بعد قتله لسلب سيارته في منطقة الزعفرانية شرقي بغداد من قبل جماعة مسلحة.
وتابعت: "صدمت حين جاؤوني بجثة ولدي، لكني لم أتمكن من متابعة التحقيق خشية على من تبقى من أسرتي. عزائي الوحيد هو المجيء إلى مقبرة ولدي، وري الأزهار التي زرعتها بجوار قبره، فضلا عن إشعال البخور وقراءة القرآن. سأبقى هنا حتى المساء، ثم أعود إلى منزلي في حي العامرية".

ويقول مشتاق الكرطاني، وهو أحد مسؤولي مقبرة الكرخ، إن أيام العيد تشهد إقبالا كبيرا من قبل ذوي الموتى، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن "بعض زوار المقبرة يبقون حتى الليل، ويتم إخراجهم من قبل قوات الجيش المسؤولة عن حراسة المقبرة".
وتابع أن "غالبية الأشخاص الذين يطيلون البقاء في المقبرة هم ذوو قتلى الحرب على داعش، والذين فقدوا أبناءهم وهم في ريعان شبابهم"، مبينا أن عشرات المحتاجين من الأسر الفقيرة يأتون إلى المقبرة في أيام العيد من أجل الحصول على الصدقات التي يجود بها ذوو الموتى.

وأوضح أنه "رغم كبر مساحة مقبرة الكرخ، إلا أنها تكاد تمتلئ بالقبور التي زادت خلال السنوات الأربع الأخيرة التي تلت اجتياح داعش للمدن العراقية والحرب التي تلت ذلك لتحرير تلك المدن".

المساهمون