عراقيون يشترون جثث قتلاهم

15 يونيو 2015
العصابات تقتل المختطفين قبل تسليمهم لذويهم (Getty)
+ الخط -
لا تخلو الرحلة إلى دائرة الطب العدلي، التابعة لوزارة الصحة العراقية، من الخطورة، بسبب انتشار عصابات القتل والخطف على مداخلها ومخارجها، لكنها تحمل غرائب وعجائب، أبرزها بيع جثث القتلى بمبالغ مالية كبيرة، تصل إلى ملايين الدنانير بالعملة العراقية.

الدائرة الواقعة وسط العاصمة بغداد، تشهد توافداً لمئات العراقيين بشكلٍ يومي لا يستثني العطل الرسمية، بحثاً عن جثامين قتلاهم الذين سقطوا جراء المعارك التي تدور بين القوات الأمنية، ومليشيا "الحشد الشعبي" من جهةٍ، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من جهةٍ أخرى، أو بسبب عمليات الخطف والقتل التي تمارسها عصابات الجريمة المنظمة في العراق.

الحاجة الستينية أم عمر "من سكان قضاء أبوغريب في بغداد"، روت لـ"العربي الجديد"، قصتها مع القدر الذي خطف ابنها عمر البالغ من العمر 35 عاما، مؤكدة اختطافه من متجره في الجانب الغربي للعاصمة، من قبل إحدى المليشيات التي طلبت فدية 100 ألف دولار.

وبعد التفاوض تم تخفيض المبلغ إلى 50 ألف دولار، دفعت عبر وسيط يعمل في مكتب سياسي لمليشيا معروفة، رفضت الكشف عن اسمها، خشية على بقية أولادها.

اقرأ أيضا: "سرايا السلام" تحرق عراقياً آخر وتخطف العشرات بالأنبار

وأضافت أم عمر "بعد يومين من دفع الفدية، تلقينا اتصالاً هاتفياً من شخص مجهول، أبلغنا نبأ قتل عمر، وأنه موجود في ثلاجة الطب العدلي"، مؤكدةً أنها جاءت إلى هذا المكان أكثر من مرة، ودفعت 500 دولار لرؤية الجثث الموجودة، لكنها لم تتعرف على جثمان ولدها، بسبب عدم السماح لها برؤية جميع الجثث، ما لم تدفع مبالغ مالية جديدة.

في المقابل، نفى الموظف في وزارة الصحة العراقية، حيدر الساعدي، تحصيل مبالغ مالية، مقابل السماح للمراجعين بالتعرف على جثث قتلاهم، مؤكداً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، استقبال دائرة الطب العدلي، بين 30 و50 جثة يومياً، بعضها مجهولة الهوية بسبب العنف الطائفي، والبعض الآخر بسبب التفجيرات والعمليات العسكرية، التي تخوضها القوات الأمنية و"الحشد الشعبي"، في مناطق متفرقة من البلاد.

اقرأ أيضا: عصابات السطو المسلح تقض مضاجع البغداديين

كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات فيديو تظهر سيدة عراقية، تؤكد أنّ أحد موظفي الطب العدلي التابع لوزارة الصحة العراقية، طلب منها مبلغ 200 دولار، مقابل السماح لها بالدخول والبحث بين الجثث عن ابنها الذي قتل أثناء العمليات العسكرية، مبيّنةً أنه اشترط عليها دفع مبلغ 5 ملايين دينار عراقي، (ما يعادل 4000 دولار)، مقابل الحصول على الجثة، في حال العثور عليها.

وحمّلت السيدة، رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وقائد عمليات صلاح الدين المقال علي الفريجي، مسؤولية قتل أبنائهم وانتشار عصابات القتل والجريمة في العراق.

وكانت وزارة الصحة العراقية، قد أعلنت، في وقت سابق، عن عثورها على أكثر من 400 جثة، لقتلى حادثة سبايكر في محافظة صلاح الدين شمال العراق، التي قتل فيها تنظيم داعش نحو 1700 طالب بالقوات الجوية في قاعدة سبايكر، كما كشفت دائرة الطب العدلي عن وجود 43 جثة مجهولة الهوية يعتقد أنها لضحايا سبايكر، بعد العثور عليها بدون مقتنيات شخصية أو هوية تعريفية.

دلالات