اتهم مسيحيون عراقيون المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، بتنفيذ مخطط هدفه إفراغ العراق من أبنائه المسيحيين، وأكدوا أن عددهم تراجع من مليون ونصف المليون إلى أقل من 400 ألف شخص، خلال العقد الأخير.
وقال عضو مجلس محافظة دهوك، نينوس عوديشو بطرس، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة تراجع عدد المسيحيين تراوحت بين 70 – 75 في المائة، خلال نحو عشر سنوات"، معتبراً أن هجرة المسيحيين "مخطط دولي مدروس".
اقرأ أيضاً:تهجير مسيحيّي العراق... نهاية الشرق العربي
وأضاف "لولا وجود غايات وأهداف معينة لدى المنظمات الدولية والأمم المتحدة لإفراغ العراق من مواطنيه المسيحيين، لجرى إيجاد حلول للحيلولة دون هجرتهم، وإنما جرى تشجيع هجرتهم". وحمّل بطرس " منظمة الأُمم المتحدة بالوقوف وراء هجرة المسيحيين من العراق بهذه الأرقام الكبيرة المُخيفة"، مبيناً "لدينا معلومات أن الأُمم المتحدة سهلت وبشكل غير اعتيادي هجرة نحو 800 ألف مسيحي من العراق، فيما سلك نحو 200 ألف الطرق غير الشرعية في الهجرة واللجوء إلى بلدان أخرى".
وأوضح "شكلت سورية قبل الثورة في 2011، والأردن، ولبنان، وتركيا محطات أولى على طريق هجرة المسيحيين العراقيين، فقد كانت مكاتب الأُمم المتحدة فيها تسجل المسيحيين لاجئين، وعقب بعض الإجراءات السهلة والبسيطة كانت تعرض ملفاتهم على الدول الراغبة بقبولهم، وهكذا انتقل كل هذا العدد الكبير من المسيحيين إلى بلد ثالث".
وأكد عضو مجلس محافظة دهوك العراقية أن "الكنيسة تحركت بدعم من منظمات وشخصيات مسيحية عراقية للحد من هجرة المسيحيين، لكن لم نلق آذاناً صاغية، بل زاد معدل قبول المهاجرين واللاجئين المسيحيين حتى أولئك القادمون من إقليم كردستان المستقر، حيث لا يتعرض المسيحيون لمشاكل أو تمييز، مقارنة بالمناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية".
اقرأ أيضاً:بطريرك الكلدان: مسيحيو العراق يعيشون أوضاعاً مأساوية
من جهته، أكد مسؤول شؤون المسيحيين في محافظة دهوك، معن شليمون ميخو المعلومات والأرقام الواردة أعلاه بشأن هجرة المسيحيين من العراق، مشيراً إلى أن المسيحيين الذين كانوا يعيشون في المناطق التي وقعت في قبضة تنظيم داعش خرجوا منها، ولم يبق أي مسيحي في مدينة الموصل، وحتى في معظم مناطق سهل نينوى، إذ لجأوا إلى إقليم كردستان، والذي شكل محطة للانطلاق منها إلى خارج العراق".
ويطالب العديد من السياسيين المسيحيين السلطات العراقية والمجتمع الدولي بإنشاء منطقة خاصة للمسيحيين وتوفير الحماية الدولية لها. ويشير بطرس إلى أن "الحل هو بفرض حماية دولية للمسيحيين في منطقة سهل نينوى حيث توجد مناطقهم الأصلية"، مشيراً إلى طرح الفكرة سابقاً والتي "يعلم بها الأميركيون والأمم المتحدة والكثير من الدول الأوروبية، لكن لم يُنظر للأمر بشكل جدي".
وازدادت الضغوط على المسيحيين في المناطق الخاضعة للحكومة العراقية التي تقودها الأحزاب الشيعية، وفي مناطق نفوذ الجماعات المسلحة مثل القاعدة وداعش، في العراق وسورية.
اقرأ أيضاً:مسيحيو العراق يشكون التحريض ضدّهم وفشل الحكومة في حمايتهم
وذكرت الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان في العراق، في بيان لها إن نحو 250 من المسيحيين السوريين معتقلون لدى مسلحي داعش، لافتة إلى أن استهداف المسيحيين أدى إلى هجرتهم أو نزوحهم من سورية، حيث انتقل نحو 6 آلاف مسيحي إلى مدينتي القامشلي والحسكة.
وانتقد بطرس الحكومة العراقية والأحزاب المتنفذة في الحكومة لتبنيها "مواقف سلبية للغاية تجاه ما يتعرض له المسيحيون، إذ لم يجر توفير الحماية لهم ولكنائسهم التي تحولت أهدافاً للجماعات المسلحة التي قتلت واختطفت الكثير منهم".
وأشار إلى مساعي إقليم كردستان لتوطين المسيحيين، فقد قام بدعم من منظمات أجنبية بإقامة مساكن وكنائس في قرى المسيحيين، وبعد فترة وجيزة من انتقال النازحين إليها هجروها من جديد. وأوضح بطرس أن "فشل مشروع إعمار القرى المسيحية يعود إلى عدم توفر فرص عمل ولتسهيل هجرتهم من العراق".
اقرأ أيضاً:فرنسا ومسيحيو الموصل: تخبّط الموقف الرسمي وتجاهل مخاطر التهجير