عذاب زيارات السجون

22 أكتوبر 2015
طابور زيارة أمام أحد السجون (مواقع التواصل)
+ الخط -
عندما ينتقل المعتقل إلى سجن ما، يفاجأ أهله بأنه قد نُقل إلى أحد السجون، وأن عليهم أن يبحثوا عنه في كل السجون من دون استثناء، مع أن قسم الشرطة يمكنه توفير عناء ذوي المعتقل وإبلاغهم باسم ومكان السجن الذى نقل إليه المعتقل، إلا أنهم لا يفعلون ذلك، لأنهم يدمنون إذلال خلق الله!


في كل منطقة سجون توجد عدة ليمانات وسجون مختلفة، على سبيل المثال منطقة سجون أبو زعبل والمرج بها ثلاثة سجون رئيسية (سجن أبو زعبل العسكري، وليمان أبو زعبل 1، وليمان أبو زعبل 2)، وكل ليمان أو سجن في المنطقة مستقل بذاته إدارياً. واستمراراً للعذاب لن يجد الأهالي أي مسؤول على البوابة الرئيسية يمكن أن يفيدهم بوجود ابنهم داخل هذا السجن أم لا؟! وعلى الأهالي أن يبحثوا في الثلاثة سجون، وأن ينتظروا الرد أمام كل سجن بالساعات.

وبعد أن يتأكد الأهالي من وجود المعتقل، سيكتشفون أنه لا يمكنهم زيارته إلا بعد 15 يوما، وطبعا لن يخبرهم أحد من الضباط بإمكانية استخراج تصريح النيابة للاطمئنان على ابنهم. 
أما مكان الانتظار خارج أسوار السجن والذى ينتظر فيه الأهالي نحو 7 ساعات كي يتمكنوا من دخول مكان الزيارة، فهو مكان مليء بالقاذورات، ولا يوجد حتى جزء صغير يمكن أن تحتمي فيه من حرارة الشمس، إذا نظرت له من بعيد ستعتقد أن الأجساد قد تراصت بعضها فوق بعض، حتى تظن أنها جسد واحد.. المقاعد قليلة جدًا والسيدات افترشن الأرض، والزبالة منتشرة في كل مكان، والمتحرشون من العساكر وأمناء الشرطة أيضا منتشرون في كل مكان.

أما إذا كانت هناك زيارة من أحد قيادات الداخلية للسجن، فهذا خبر سيئ للغاية، لأن الـ7 ساعات انتظار ربما تتضاعف، والزيارات تتوقف مؤقتا لدواع أمنية.

وفي أغلب الأحيان لا يستطيع المتهم أن يرى أصدقاءه أو بعض أقاربه ممن ليسوا من الدرجة الأولى، كما أنه لا يتمكن إلا من رؤية ثلاثة أشخاص فقط، فإذا كان له خمسة إخوة ووالداه، فعليهم أن يختاروا ثلاثة فقط لرؤية المعتقل.

الزيارة السلك
وهي أسوأ أنواع الزيارات، بحيث يفصل بين المعتقل وأقاربه سلك شائك يبلغ ارتفاعه نحو 200 سم، وغالبا ما تنتهى تلك الزيارة بدون أن يستطيع المعتقل الحديث مع ذويه في أي شيء، لأن هذا النوع من الزيارات لا يتخطى الـ10 دقائق على أكثر تقدير، خلالها يكون الأهالي قد نجحوا في إدخال بعض ما معهم من أطعمة وملابس، وأقول بعض، لأن الأشياء التي لا يمكن أن تتخيل منع دخولها مهما كانت بسيطة ممنوعة بالفعل، كما أنه لا يمكن إدخال وجبة تكفى أكثر من فرد.

الزيارة الطبلية
في الغالب تكون هذه الزيارة في الزيارات الاستثنائية التي تعلن عنها وزارة الداخلية في الأعياد، وتدّعي أنها منحة أو هدية، مع أنها ليست إلا عقابا جماعيا يحل على المساجين وأهاليهم، فهذه الزيارة التي من المفترض أنها هدية من وزارة الداخلية، لا تتخطى ثلاث دقائق، يتصافح فيها الأهالي مع المعتقلين ويعطونهم ما لديهم بسرعة جنونية، ثم يعلن الحرس أن الزيارة قد انتهت، بدعوى أن الأعداد في العيد كبيرة، وأن من حقهم أن يقضوا إجازة العيد مع أهاليهم.

وأحيانا تكون الزيارة الطبلية بدون رؤية المعتقل أصلا، بمعنى أن توصل إدارة السجن الطعام الذي أحضره الأهالي إلى معتقل ما بدون أن يمكنهم رؤيته.

الزيارة العادية
تنص المادة (71) من لائحة السجون المصرية على أن مدة الزيارة العادية والخاصة 60 دقيقة، ويجوز لمأمور السجن إطالة المدة إذا دعت لها ضرورة بعد موافقة مدير عام السجون.

والغريب أن لائحة السجون تمنع الداخلية تداولها داخل السجن حتى لا يعرف السجين حقوقه، ففي سجن أبي زعبل تتراوح مدة الزيارة العادية من 15 دقيقة إلى 20 دقيقة، أما المأمور فيقلص مدة الزيارة بشكل غريب من دون سبب واضح بدلا من إطالتها كما تنص اللائحة.

خلال الزيارة العادية، من حق أي مخبر أن يجلس بجوارك ليسمع الحوار الذى يدور بين المعتقل وذويه، كما أن من حقه أن يقرأ الرسائل الورقية بالحرف - إن كان يستطيع القراءة - وأحيانا يمزق الرسائل ويدّعى أنها ممنوعة، مع أن من حق كل سجين إرسال 4 رسائل كل شهر لمن يريد.

لنا عودة لتكملة ما بدأناه.

(مصر)
المساهمون