عجبي

- عجبي من مرشح للرئاسة بلغ من العمر عتيّا، يطلب من منافسيه توضيح رؤاهم حوله، من دون أن يبذل جهده في توضيح برنامجه الانتخابي، ومن دون أن يبعث رسائل طمأنة لكل الناخبين، الذين لم يروا فيه إلاّ مسنّاً يمشي منتصباً على عكازين تجمعيين خالصين.
- عجبي أيضاً من ماكينة المسن الانتخابية التي تبني برنامجها الانتخابي والاتصالي على برنامج المنافس وتتبع سقطاته وزلاته.
- عجبي من كل الجوقات الأوركسترالية الإعلامية والسياسية، التي تتدجن مع الزمن، وعلى عجل، حسب السقطات المتتالية للعجوز لتفسير الماء بالماء والجعة بالخمر والعطر العربي بالبارفان الفرنسي.
- عجبي من مناضلي الأمس، ومن شدة كرههم للنهضة يتحالفون مع الشيطان، حتى وإن أدى بهم لفقء عيونهم.
-عجبي من وجوه النهضة الإعلامية المرتبكة، والمنخرطة في تبريرات كالحة وجامدة، ومتكلّسة لتفسير الماء بماء الباجي السبسي، وزيتهم بزيت الماكينة التجمعية، وعطور شعبهم بعطور برجوازية عطنة مخزّنة في مخازن امبراطوريات التوريد الموازي.
-عجبي من المواربة والتخاتل والمخادعة المفضوحة بين كل القوى السياسية، وكل أذرعها الإعلامية والاتصالية في مسرح الردح السفسطائي من دون قول الحقائق التي تستقر بالتأكيد، من دون مجهود صوتي مبالغ فيه في روع المواطن البسيط.
... دام الوطن سالماً من العُجْبِ والعَجَب!