عجائز يخاطرون بسياراتهم على طرقات بريطانيا

02 فبراير 2020
السائق العجوز يعرّض نفسه وغيره للموت (Getty)
+ الخط -
كيف يسمح القانون البريطاني للمسنّين الذين تجاوزوا الثمانين من عمرهم بالقيادة، فيما أنّهم بمعظمهم يعجزون عن السير من دون مساعدة؟ وهل يجوز أن ترى محكمة بريطانية في سجن مسنّ إحقاقاً للعدالة، عند تسبّبه في حادثة سير تودي بحياة أبرياء؟ ما الفائدة التي ينالها طرف ما في بريطانيا من وضع عجوز لم يرتكب أيّ جريمة طوال حياته، في زنزانة بين مجرمين وتجّار مخدّرات، فيمضي فيها ما تبقى له من عمر؟ أسئلة أوردتها صحيفة "ذي ديلي ميل" البريطانية في تقرير تناولت فيه مقتل امرأة في حادثة سير والحكم على السائق المسؤول البالغ من العمر 87 عاماً بالسجن.

وقيادة المسنّين لا بل العجائز للمركبات وسلامتهم على الطرقات مسألة أعيد النظر فيها في يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، عندما تورّط دوق إدنبره، الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية، البالغ من العمر 97 عاماً، في حادثة سير أوجبت علاج امرأتَين في المستشفى.

تشير إحصاءات عدّة إلى أنّ السائقين من الفئة العمرية التي تتخطّى سبعين عاماً يتميّزون عادة بالحذر والعقلانية في قيادتهم، لكنّ الأمر يتغيّر بمجرّد بلوغهم الثمانين بحسب ما يبدو. وكان الدكتور كيث ميتشل، وهو مهندس طيران سابق وخبير بارز في مجال السلامة على الطرقات، قد شارك في إعداد تقرير في عام 2016 يسلّط الضوء على السائقين الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين عاماً كفئة معرّضة لخطر خاص. وأوضح أنّ نسبة الخطر أعلى بعشرة أضعاف لكلّ ميل، حين يقود سيارة شخص يبلغ من العمر ثمانين عاماً وما فوق، وهو يعرّض نفسه وغيره للموت، بالمقارنة مع نسبة الخطر في أثناء القيادة لمن تتراوح أعمارهم ما بين 40 و49 عاماً.

وهذه البيانات تدفع شركات التأمين إلى فرض مبالغ باهظة على السائقين الأكبر سناً، بحسب بحث جديد. وربّما ينفق الذين تزيد أعمارهم عن ثمانين عاماً مبالغ كبيرة من أجل التأمين، كونهم معرّضين لمخاطر أكبر من سواهم فيما يعرّضون كذلك الآخرين للخطر.




تخبر نادو من سكان لندن "العربي الجديد" أنّه "حين أبلغتني أختي بتعرّض ابن صديقتها لحادثة سير مروّعة فيما كان يعبر الطريق سيراً على الأقدام في منطقة ساوثهول، غربي لندن، توقّعتُ للوهلة الأولى أن يكون السائق في العشرينيات من العمر، إذ إنّه تجاوز إشارة حمراء بسرعة فصدم المراهق وحين حاول الناس إيقافه همّ بالهروب. لكنّه، وبحسب ما تبيّن، كان رجلاً عجوزاً تجاوز الخامسة والثمانين. وفي خلال المحاكمة لم يتقرّر سجنه لأنّ تقريراً طبياً أفاد بأنّه يعاني من الخرف". تضيف نادو: "أظنّ أنّه من الضروري أن يخضع كلّ من بلغ الثمانين من العمر إلى اختبار قيادة من جديد، بهدف حمايته وحماية الناس في الشوارع من الأذى"، مشيرة إلى أنّ "ذلك الشاب الذي لم يتجاوز السادسة عشرة نجا من الموت وكذلك من إصابات قد تسبّب له إعاقة دائمة". وتتابع أنّ "الحادثة، من جهة أخرى، أثّرت سلبياً على نواحٍ مختلفة، لا سيّما الأكاديمية منها".