حاملاً أمانيه بمتابعة دراسته بعد انقطاع بسبب الحرب، ومعاناة لأشهر في مدينة جرابلس على الحدود السورية التركية، بعد خروجه من منطقة الحولة بريف حمص الشمالي ليعبر بعدها إلى تركيا ويصل مدينة نسيب القريبة من مدينة غازي عينتاب.
هو عثمان إسماعيل الذي ولد في مدينة تلدو في محافظة حمص ولجأ إلى تركيا عام 2013 فواجه صعوبات في البداية تتعلق بتخطي حاجز اللغة، لكنّه أتقنها وتفوق على أبنائها الأصليين، محققاً علامة تامة بنسبة 100 في المائة في صفه الثانوي الأول.
يقول عثمان لـ"العربي الجديد": "عندما وصلنا إلى تركيا بحثت عن عمل، فوجدت ما يناسب عمري، إذ توليت مهمة مسح الأرض في أحد المتاجر، وهكذا بدأت أتعلم اللغة التركية، ومع اختلاطي بالزبائن أتقنت نطق اللغة. ومع دخولي إلى المدرسة كان المنهاج باللغة العربية متضمناً ساعات لتدريس اللغة التركية، وهنا بدأت أتقن كتابتها بشكل ممتاز، وتعلمت القواعد الأساسية فيها، وبعد عامي الدراسي الأول ترسخت لدي فكرة الاجتهاد. في المدرسة ألزم السوريون بالدراسة بالمنهج التركي إلى جانب التلاميذ الأتراك، واجهت في البداية صعوبة، خصوصاً في المواد الأدبية والرياضيات، ثم تأقلمت معها".
يضيف عثمان: "مع انتقالي إلى الصف التاسع عام 2016، كانت لديّ رهبة من كونها مرحلة صعبة وفاصلة ونقطة تحول بين الإعدادية والثانوية، وبدأت الدراسة بشكل جدي، وكنت أمضي ساعات الراحة في إحدى صالات الألعاب الإلكترونية مع أصدقائي، وتخطيت هذه المرحلة الصعبة بنجاح لأنتقل إلى الصف العاشر وفي نهاية الفصل الأول منه فوجئت بالنتيجة إذ حققت العلامة التامة بنسبة 100 في المائة، لألقى ترحيباً كبيراً من المدرسين الأتراك الذين أكنّ لهم الاحترام الشديد. وفي الفصل الثاني حققت النتيجة نفسها، والمرتبة الأولى على مستوى كلّ تركيا. كان شعوراً لا يوصف بالنسبة لي".
ويتابع عثمان: "اكتملت فرحتي مع رحلة سياحية نظمتها رئيسة بلدية غازي عينتاب، فاطمة شاهين، للتلاميذ المتفوقين، فزرنا العديد من المناطق السياحية في تركيا، وتعرفنا إلى معالم تاريخية فريدة. هذا العام سأنتقل إلى الصف الحادي عشر وسأحاول جاهداً الحفاظ على تفوقي، وسأوفق بين الدراسة وهوايتي المفضلة كرة القدم". ويشير عثمان إلى أنّه "في فترة العطلة الصيفية، أعمل في مطعم في الحي نفسه حيث نعيش. وخلاصة ما فهمته أنّ الدراسة والتفوق هما الطريق الأمثل للابتعاد عن صعوبات الحياة".
ويصرّ عثمان على التحدّث عن طموحه وهو التفوّق على شقيقيه، الأول خريج كلية الاقتصاد والحاصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية، والآخر الذي يدرس الهندسة البيئية في جامعة "كارابوك"، وكذلك جعل والديه فخورين به دائماً.