عبد الهادي شلا.. اختزالات الطبيعة اللونية

12 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -
ارتبطت تجربة الفنان الفلسطيني عبد الهادي شلا (1948) بتسجيل المحطّات البارزة من التاريخ الفلسطيني المعاصر، أو بالعودة إلى الذاكرة الشعبية لتوثيق العديد من المفردات والتفاصيل المتعلقة غالباً بزخارف وأشكال التطريز في التراث.

تنوّعت أعماله بين الرسم والحروفيات والملصق السياسي والكاريكاتير، وبدأ مشواره بالتعبير عن مواضيعه بتعبيرية تنزع نحو تقشف لوني، قبل بتوجّه إلى التجريد محافظاً على مشهدية غنائية تهتم باللون وإيقاعاته ضمن تداخل مدروس ويعبّر عن الحالة التي يتناولها.

"أهازيج شرقية" عنوان معرضه الجديد الذي افتتح الأحد الماضي في "قاعة الفنون" في مدينة الكويت، بتنظيم من "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب"، ويضمّ أربعاً وأربعين لوحة.

بعض اللوحات المعروضة تشكل امتداداً لسلسلة "نساء بلا وجوه" التي تعمّد فيها أن يرسم جسد المرأة كاملاً إلا أنه بلا وجه حيث أخفاه وراء ثوبها، مشيراً في حديث صحافي سابق أنه "يريد للمتلقي أن يبحث في اللوحة ليعرف قصدي، حيث قدمت له الرموز الأخرى المعينة والتي تمثلت في ثنايا ثوب المرأة وحركته وكذلك في شواهد القبور، التي اصطفت عليها مجموعات من الطيور أو في حوار بين المرأة بحركتها وبين الطير وحركته في الفضاء".

تبدو في اللوحة المرأة كعنصر أساسي غائبة بلا ملامح خلف سواد لباسها، وهي تسير حافية فوق رمال وكأنها تغرق فيها، بينما تظهر بعيداً عنها قبة الصخرة التي تحيل إلى الإحباط واليأس اللذين يهمينان عى معظم أعماله الأخيرة.

في أعمال أخرى، يوظّف شلا الرموز التي تتزين بها الأزياء الفلسطينية التقليدية، والتي تتنوّع في هيئتها وأشكالها وإحالاتها، والتي تعيد صياغة الطبيعة وتختزلها على نحو احتفالي، وبدأ العمل عليها محاكياً مفردات السجاد البدوي (السدو)، معتمداً الإيقاع الموسيقي أساساً في تناغم وتوزيع الوحدات الزخرفية المستمدة من الملابس التقليدية الفلسطينية ثم تطورها إلى الزخارف المشرقية عامة برؤية وأسلوب خاص به.

يذكر أن الفنان حاز درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1971، وعمل مدرساً للرسم ورساماً لعديد من الصحف والمجلات. أقام العديد من المعارض في ليبيا والكويت وقطر والعراق ومصر وكندا وبريطانيا.

المساهمون