عبد القادري في "أود لو أكون شجرة": الفن يرمّم البيوت

07 سبتمبر 2020
عبد القادري أمام إحدى الجداريتين
+ الخط -

"أودُّ اليوم أن أكون شجرة"، عنوان اختاره الفنان اللبناني عبد القادري لمشروع جديد بالشراكة مع "غاليري تانيت" الذي تعرّض لدمار إثر انفجار مرفأ بيروت وراح ضحيته المعماري اللبناني الفرنسي جان مارك بونفيس (1963 - 2020)، مصمّم المبنى الذي يقع فيه الغاليري.

تضم مبادرة القادري جداريتين كل واحدة تتكوّن من ثمانين رسماً على الكرتون، وتُعرض الرسومات للبيع بهدف المساهمة في مشروع "جمعية بسمة للتنمية الاجتماعية"، التي أطلقت برنامج ترميم المنازل المتضرّرة لإعادة تأهيل مئة بيت لحق به الدمار جراء الانفجار

في بيان لهم، يقول القائمون على المشروع: "تأتي مبادرة "أودُّ اليومَ أن أكون شجرة" لتشكّل موقفًا مواجهًا للدمار الذي خلّفه داخلنا انفجار مرفأ بيروت. وَتكريمًا لصديقنا الراحل بونفيس، وَمساهمة في إعادة بناء وَترميم المنازل المتضررة"، حيث يتواصل عرض الأعمال التي يحتضنها "غاليري تانيت" حتى 25 أيلول/ سبتمبر الجاري. 

يقول القادري إنه تصوّر المشروع "كردّ فعل بنّاء ضد الشعور بالاختناق. سواء كان ذلك الاختناق بسبب الوباء، والوضع الاقتصادي/ السياسي في لبنان، أو جرّاء أكبر انفجار غير نووي في العالم. عند محاولتي رصدَ الألم الذي يحيط بي، لطالما راودتني فكرة متكررة: تمنّيتُ لَو أكون شجرة". 

المناظر الطبيعية من الأشجار تقف كقوة مضادة للصدمات الكبرى

ويضيف: "ربما تكونُ الشجرة أنيسة، وربما هي ترياق. إنها تحمي، وعلى الرغم من ارتجافها عند الدمار فإنّ جذورها تعانق الأرض التي زُرِعَت فيها وانبثقت عنها، في أنشوطة حياة قوية ومتبادلة. إن المناظر الطبيعية من الأشجار - الهادئة والثابتة - تقف كقوة مضادة للصدمات الكبرى التي أحدثت بدورها فسادًا عارمًا. تصمد الشجرة، وبصمودها واقفةً، تشفي. أمنيتي أن أكون شجرة. تتردد في خاطري رغبةُ في استنهاض القوة التي بمقدورِها رتقُ فجوة الضّرر". 

ويكمل: "ستتحول جدران تانيت إلى لوحاتٍ من المشهد الطبيعي. الجدران ستستضيف رسوم الأشجار السامقة في معرضٍ أصبح الآن مساحة مفتوحة لإنشاء جداريتين مقسمتَين إلى ثمانين لوحة مصغّرة من الورق المقوى. سأرسم أشجار بيروت، أشجاري الحالمة، أشجار الصمود والتغيير. سيتم بعد ذلك بيع الأعمال وسيُضاف مجموع العائدات إلى صندوق إغاثة خصّصته جمعية بسمة للمساعدة في إعادة بناء وترميم منازل بيروت لمن فقدوها وَلمن هُم في أمس الحاجة إليها".

ويوضح: "العمل هو في المقام الأول تكريم لذكرى الصديق جان مارك بونفيس الذي كان لهُ دورٌ خلّاق ومحوريّ في إحياء تراث لبنان، وبناء معالم مبتكرة ومعاصرة لِبيروت الحبيبة. كما أنه تكريم لجميع الأشخاص والأصدقاء الذين وقعوا ضحية هذه المجزرة ".

يختم القادري حديثه عن المبادرة بالقول: "لقد تركَنا الانفجار مكسورين، في حدادٍ على خسائرنا من الأحبة، إلى الأماكن المحفورة في ذاكرتنا، إلى بيروت العزيزة كما نعرفها. الأمر الأكثر صعوبة هو كيف بادَ هذا الحادث المروِّع، في غضون ثوانٍ، أحلامَ وطنٍ برمّته. لذا، وكما شهدنا عاصمتنا تتحوّل إلى ركام. فإنّني اليومَ أودُّ لَو أكونَ شجرة تنتصب في وجهِ الحطام".

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون