دعا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، المسلمين والمسيحيين، اليوم الأربعاء، إلى زيارة القدس دعماً لأهلها ولهويتها العربية والإسلامية، بمواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد تترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، ورفض وصف الزيارة بأنها "تطبيع مع إسرائيل"، فيما دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لجعل 2018 عاماً للقدس.
وقال عباس، في كلمته أمام مؤتمر الأزهر لنصرة القدس: "نتمنى عليكم جميعاً ألا تقاطعوا أهل القدس، وأن تتواصلوا معهم، وأن تزوروا القدس. زيارة القدس ليست زيارة لإسرائيل ولا تطبيعا معها".
وتابع: "نرجوكم ونتمنى عليكم ألا تتركونا وحدنا للاحتلال، زيارتكم للقدس هي دعم لأهلنا، نقول لكم زوروا القدس ولا تقاطعوها".
كما أكّد عباس أنّ الفلسيطنيين باقون في أرضهم ولن يتركوها، قائلاً "نحن باقون هنا ولن نغادر أرضنا كما حدث عام 1948، و1967، لن نترك أرضنا للإسرائيليين".
وأشار إلى أنّ "الفلسطينيين سيذهبون إلى كل الخيارات للدفاع عن حقوقهم عدا الإرهاب والعنف، وسيعملون على إيجاد مرجعيات أكثر حياداً في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكّداً، في الوقت نفسه، عدم توقفهم عن الدفاع عن أرضهم والقدس وصولاً لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين.
وذكر الرئيس الفلسطيني أنّ "فلسطين تاريخياً كان لهم فيها 96 بالمائة من الأرض، وجاء قرار التقسيم الأول والثاني أعطاهم 43 بالمائة من الأرض، واحتلت إسرائيل 23 بالمائة"، مطالباً الآن بـ"22 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية".
غير أنه جدد تمسكه بالقدس عاصمة لفلسطين، قائلاً "لن نقبل بأي قرار حول القدس فهي عاصمتنا الأبدية، وهي عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الأجيال منذ أكثر من 5 آلاف سنة، ولم ولن يولد فلسطيني أو عربي مسلم أو مسيحي يمكن أن يفرط في القدس أو فلسطين"، لافتاً إلى "أنه في حال لم تتحرر القدس لن يتحقق سلام في المنطقة العربية أو العالم بأسره".
من جهته، دعا شيخ الأزهر لجعل 2018 عاماً للقدس، قائلاً خلال المؤتمر ذاته، "لدي مقترحٌ أشرُف بطرحه بين أيديكم وهو أن يخصص عام 2018 ليكون عاماً للقدس الشريف، تعريفاً به ودعماً مادياً ومعنوياً للمقدسيين، ونشاطاً ثقافياً وإعلامياً متواصلاً تتعهده المنظمات الرسمية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعات العربية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها".
وأضاف "علينا ألا نتردد أو نخجل من التعامل مع قضية القدس من منظور ديني إسلامي أو مسيحي، ومن أعجب العجب أن يُهمّش البُعد الديني في مقارباتنا للقضية الفلسطينية".
وتابع أن "ما نفتقده في مناهج التعليم، نفتقده أيضاً في وسائل الإعلام المختلفة في عالمنا العربي والإسلامي، فالحديث عن فلسطين وعن القدس رغم عشرات الفضائيات لا يكاد يتجاوز خبراً من الأخبار العارضة أو تقريرًا رتيباً من تقارير المراسلين".
واعتبر شيخ الأزهر أنّ "القرار الجائر للرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أنكرته شعوب الأرض المحبة للسلام، يجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد وجاد يتمحور حول تأكيد عروبة القدس، وحرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية وتبعيتها لأصحابها، وأن يرقى ذلك ليصبح ثقافة محلية وعالمية".
وشدّد الطيب على "ضرورة امتلاك القوة التي تُرعب العدوان وتكسر أنفه وتجعله يفكر ألف مرة قبل أن يمارس طغيانه واستهتاره واستبداده".
وأضاف: "إننا دعاة سلام بامتياز، ونبينا الكريم نهانا عن أن نتمنى لقاء العدو، وأمرنا أن نسأل الله العافية، غير أن السلام الذي ندعو إليه هو السلام المشروط بالعدل والاحترام، وانتزاع الحقوق التي لا تقبل البيع ولا المساومة ولا الشراء. سلام لا يعرف الذل ولا الخنوع ولا المساس بذرة واحدة من تراب الأوطان والمقدسات، وسلام تصنعه قوة العلم والتعليم والاقتصاد والتسليح الذي يمنحنا الرد الصاع صاعين".