حذّر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في خطاب له أمس الأربعاء، أمام المجلس الثوري لحركة "فتح"، من أن المشاركة في مؤتمر القيادي الفتحاوي المطرود محمد دحلان "خيانة وطنية"، مغلقاً الباب على أي أفق لعودة الأخير.
ولم يكتف عباس بهذه التصريحات، بل أكد أن لا شيء تغيّر بالنسبة للتعاطي مع دحلان والدحلانيين من الحركة، بعد أن بيّنت مصادر في اللجنة المركزية لحركة "فتح" أن الرئيس قد صادق بالفعل في أغسطس/آب، على فصل اثنين من أعضاء المجلس التشريعي في كتلة "فتح" وهما نجاة أبو بكر ونعيمة الشيخ، واثنين من أعضاء المجلس الثوري، وهما عدلي صادق وتوفيق أبو خوصة، وثلاثة منهم من قطاع غزة، باستثناء أبو بكر من الضفة الغربية، بتهمة التجنح.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن "القرار قديم، وتوقيع الرئيس عليه يعود لشهر أغسطس/آب الماضي، لكن تم تأجيل الإعلان عن الأمر في حينه بسبب عقد الانتخابات المحلية التي كانت مقررة في أكتوبر/تشرين الأول القادم، ولم يشأ الرئيس أن يتزامن القرار مع التحضير للانتخابات".
وأكدت مصادر متطابقة في المجلس الثوري لـ"العربي الجديد"، أن "المجلس لم يبلغ من قبل الرئيس عباس أو اللجنة المركزية بأي قرار حول فصل اثنين من أعضائه، وهما عدلي صادق وتوفيق أبو خوصة، حيث أكدت المصادر: "المفروض أن تتم إحاطة المجلس الثوري بهذا القرار، لكننا لا نعلم عنه شيئاً".
وحول تحذيرات عباس لكوادر فتح من المشاركة في أي مؤتمر يدعو له دحلان، قال مسؤول ملف القدس في حركة "فتح" وعضو المجلس الثوري للحركة، حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد": "الرئيس شن هجوما كبيرا على المؤتمر الذي دعا له دحلان، وأكد أن المؤتمر يأتي لإضعاف الحركة وخارج عن الإجماع الوطني"، معتبراً أن المشاركة في المؤتمر من قبل أي عضو من أعضاء الحركة "هو خروج عن الصف الوطني وخيانة للعمل الوطني".
وأضاف أن "عباس أكد في كلمته أن فتح أقوى من التدخلات الخارجية، وسبق أن اجتازت التدخلات الخارجية زمن الراحل ياسر عرفات، وتم إحباط كل التدخلات والحفاظ على القرار الفلسطيني المستقل، وأكد رفض القيادة الفلسطينية لأي تدخل في الأوضاع الفلسطينية الداخلية، لأننا لا نتدخل في شؤون أحد، وشدد على أن فتح تعرف مصلحتها جيدا".
وتابع: "الرئيس ألقى خطاباً حول الوضع السياسي الراهن، وأكد إصراره على عقد المؤتمر السابع لحركة فتح قبل نهاية العام الجاري، وتم استعراض التحضيرات التي أجريت وهي أكثر من 70 بالمائة من التحضيرات لعقد المؤتمر وتم تحديد موعد مبدئي يتعلق بانتهاء استعدادات اللجنة التحضيرية في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وإعداد كافة الأوراق والوثائق والأسماء والتي أعدها تقريبا 1300 عضو مؤتمر".
وقال عضو مجلس ثوري آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "عباس حذّر من أن المشاركة في مؤتمر يدعو إليه دحلان يعتبر خيانة وطنية، والهدف منه إحداث انشقاق داخل الحركة".
لكن عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رفض الكشف عن هويته، أكد لـ"العربي الجديد"، أن "مؤتمر دحلان لن يعقد في مصر، بسبب رفض القيادة المصرية إعطاء تصريح لعقده".
وبيّن أن "القيادة المصرية حريصة على وحدة حركة فتح والقضية الفلسطينية، وليست معنية بأي انشقاقات وأزمات تنطلق من أرضها، وطالما كانت داعمة للقيادة والوحدة الفلسطينية وليست معيقة لها".
وشدد على أن "دحلان وأنصاره يقولون إنه تم تأجيل المؤتمر الذي دعا إليه في مصر، والحقيقة أن المؤتمر لن يعقد".
ومن المرتقب أن يعقد مساء اليوم الخميس، اجتماع موسع لحركة "فتح" بجميع هيئاتها وأطرها التنظيمية، في الأراضي المحتلة والشتات، حيث سيلقي عباس كلمة أمام الحركة.