عام من دون شراء ثياب جديدة

20 يناير 2020
التخفيضات تحفّز الناس عادة على التسوّق (دايفيد كليف/ Getty)
+ الخط -

غيّرت بعض التفاصيل حياة عدد من الأشخاص، حين أمضوا عاماً كاملاً بعيدين عن النمط الاستهلاكي الذي اعتادوه، باستثناء بعض الأمور الأساسية كالملابس الداخلية. وكتبت صحف في بريطانيا عن هؤلاء الأشخاص الذين يساهمون في الحفاظ على البيئة من خلال أمور بسيطة. من بين هؤلاء لورين برافو، التي كتبت عن تجربتها في صحيفة "ذا أوبسيرفر"، وقالت إنّ ابتعادها عن الموضة التي باتت جزءاً أساسياً من هذا العصر هي التجربة الوحيدة التي جعلتها تشعر بتحسّن.

"لا ملابس جديدة لمدة عام على الأقل"، تقول برافو إنّه قد لا يكون الأمر خياراً بالنسبة لكثيرين ممّن لا يملكون المال الكافي للتسوّق، أو أنه لا يشكل تحدياً بالنسبة لأولئك الذين لا يكترثون للأمر. لكنّه كذلك بالنسبة للأشخاص الذين تشغل الموضة والملابس بالهم إلى حد كبير.

ويتباهى العديد من الرجال بأنّهم لم يشتروا ملابس جديدة لمدة عام، بينما قلّة هن النساء اللواتي يستطعن القيام بذلك، إذ يعدّ التسوّق تفصيلاً هاماً بالنسبة للمرأة بشكل عام، أكثر ممّا هو بالنسبة للرجل. لكن برافو لا ترى أنّ الرغبة بشراء الملابس حالة مرضية أو نقطة ضعف في الشخصية ينبغي الإقلاع عنها مثل التدخين، بل قد تكون هوية ثقافية أو وسيلة للتعبير عن الذات. في المقابل، تقول الكاتبة الإنكليزية أدالاين فيرجينيا إنّ أهمية الملابس تكمن في وظيفتها أي التدفئة، لكنها تغير نظرتنا إلى العالم ونظرة العالم إلينا.

بدورها، تروي جين غيل مؤسسة موقع حياة مستدامة، إنّها وأفراد عائلتها عاشوا هذه التجربة ولم يشتروا أي شيء جديد لمدة عام. "صرت أنظر إلى العالم من حولي بعيداً عن المطالب المستمرة بشراء أشياء جديدة. رأيت الفوضى التي كنا نعيشها على هذا الكوكب وقد أرعبتني. علمتني هذه التجربة أن خياراتنا مهمة، والاكتفاء بالتفاصيل العادية قد يخلق تغييراً، وهذا يعني أن تعديلات صغيرة قد تحدث فرقاً كبيراً".



اتفقت جين مع زوجها على خوض هذه التجربة ووضعا قواعد محدّدة، مثل الاكتفاء بشراء الأغذية ومستلزمات التنظيف والملابس الداخلية وأحذية جديدة للأطفال. لكن كل شيء آخر يجب أن يكون مما هو متوفر، حتى هدايا عيد الميلاد. صنعوا شجرة العيد من صناديق البيض الأخضر وبطاقات العيد. وتعلمت جين كيفية إصلاح الملابس كما توقفت عن زيارة الكثير من المتاجر لتجنب الإغراءات".

من جهتها، تقول أوليفيا (20 عاماً) لـ "العربي الجديد": "أشعر أنني مدمنة على شراء الملابس الجديدة وبشكل أسبوعي تقريباً". تضيف أنها لا تشتري ملابس باهظة الثمن لكنّها تفضّل تبديل ملابسها وارتداء أشياء جديدة باستمرار. تضيف أنه يستحيل بالنسبة إليها خوض تجربة مماثلة. الأمر نفسه ينطبق على دانييلا، الطالبة الجامعية (20 عاماً) التي تقول إنّ المسألة قد تكون بسيطة بالنسبة لكبار السن أو الأطفال، لكن ليس لأبناء جيلها، إذ يشكّل المظهر أهمية كبيرة، حتى أنّ العلامة التجارية للملابس مهمة. وفي ما يتعلق بالحفاظ على البيئة، توضح أن قلّة من الطلاب يكترثون للأمر، كما أن شراء ملابس مستعملة قد يكون محرجاً.



في المقابل يقول أنطوني (24 عاماً)، والذي يعمل ممرّضاً مع منظمة "أطباء بلا حدود"، إنّ الملابس مهمة إلى حد معيّن لكن التوقّف عن شرائها لا يشكّل تحدياً صعباً بالنسبة إليه. يرفض شراء الملابس المستعملة، لكنه لا يعارض الأمر حين يتعلق بألعاب الفيديو.