لن يكون سير العملية التعليمية في اليمن سهلاً، في ظل الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد وانعدام الاستقرار والحالة الاقتصادية الصعبة التي تحكم الأهالي
بعد تأجيل دام أسبوعاً كاملاً بسبب المواجهات المسلحة في العاصمة السياسية المؤقتة عدن وأبين وشبوة، يبدأ اليوم الأحد العام الدراسي الجديد 2019 - 2020، وسط أجواء يشوبها القلق والخوف من إمكانية عودة المواجهات المسلحة، الأمر الذي قد يجعل سير العملية التعليمية أمراً صعباً في تلك المناطق. وكان مكتب التربية والتعليم في عدن قد أعلن عن إرجاء بدء العام الدراسي الجديد لأسبوع واحد، بعدما كان من المقرّر انطلاقه في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، في حين بدأت العملية التعليمية في عدد من المحافظات الأخرى الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية في خلال الأسبوع الماضي.
تقول المواطنة عفاف ناصر، وهي من سكان مدينة عدن (جنوب)، إنها لم تستطع توفير الاحتياجات المدرسية لأطفالها، من جراء الأحداث التي شهدتها المدينة، والتي تسببت في تقييد الحركة. تؤكّد لـ "العربي الجديد" أنّ "غالبية السكان كانوا وما زالوا يعتقدون أن الوضع الأمني في عدن وأبين سيكون سبباً في تأجيل بدء العام الدراسي مرة أخرى. حتى اليوم، لم نشتر المستلزمات المدرسية، ولا نستطيع توفير المال لا سيما وأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير جداً"، مشيرة إلى أن أسواق عدن فارغة "ولا يوجد إقبال على شراء احتياجات العودة إلى المدارس كما يحدث كل عام". تضيف: "لدي ثلاثة أطفال في المرحلة الأساسية والإعدادية يحتاجون إلى حقائب وأدوات مدرسية وزي مدرسي وغيرها من الاحتياجات التي فشلنا في شرائها لعدم توفر المال. عيد الأضحى استنزف كل ما لدينا من مال، والحرب حدّت من قدرتنا على التحرك للبحث عن الرزق".
نحس
أما المواطن خالد اليافعي، فيصف العام الدراسي الجديد بـ "المنحوس"، بسبب حرب الشوارع التي عاشتها عدن، مشيراً إلى أنه كغيره من أولياء الأمور في عدن، لم يستعدّوا للعام الدراسي الجديد. يقول اليافعي لـ "العربي الجديد": "لن أرسل أبنائي إلى المدارس إلا إذا تأكدت أن الأوضاع وليس هناك خطورة عليهم"، مؤكداً أن "العام الدراسي الجديد جاء ليُضيف أعباء جديدة على الأسر وأولياء الأمور لمواجهة متطلبات المدارس". ويوضح اليافعي أنّه قد يحتاج إلى نقل أفراد أسرته إلى قريته في منطقة يافع إذا عادت الحرب في عدن (مركز المحافظة). ويقول: "إذا استمرت الحرب في شوارع عدن، سأنزح وأولادي إلى مسقط رأسي في القرية، وهناك مدرسة سألحق أبنائي بها. فهي منطقة هادئة جداً وخلابة".
اقــرأ أيضاً
التلميذة أسمهان عيسى هي أيضا كانت قد قررت عدم الذهاب إلى المدرسة حتى ينتهي التوتر بشكل تام في محافظة أبين (جنوب). تقول عيسى وهي تلميذة في المرحلة الثانوية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عدم بدء العام الدراسي في وقته "يكون دائماً على حسابنا نحن التلاميذ لأننا نعود إلى المدرسة ونعاني بفعل تكثيف الدروس والضغط، وهذا لا يساعدنا على فهمها. وأحياناً، تُلغى دروس وفصول كان من المهم دراستها لأنّها تؤسس للمرحلة المقبلة".
من جهتها، تؤكّد مديرة ثانوية باكثير النموذجية للبنات في عدن انتصار أحمد السقاف، أن مدرستها استعدت لاستقبال العام الدراسي الجديد على الرغم من الصعوبات. تقول لـ"العربي الجديد": "جهزنا البيئة التعليمية للتلميذات بحسب الإمكانيات المتوفرة، وعملنا على إعادة الكهرباء والماء إلى المدرسة بعدما تضررت من جراء المواجهات المسلحة التي شهدتها المدينة مؤخراً". تضيف أن مكتب التربية والتعليم في المحافظة "زود المدرسة بالكراسي والطاولات الجديدة، ورفعنا طلباً بما نحتاجه من كتب دراسية لتوفيرها للتلميذات". وتؤكد وجود نقص في المدرسين والمناهج الدراسية".
وعلى الرغم من تأجيل الدراسة في محافظات عدن وأبين وشبوة (جنوب)، فإنّ العملية التعليمية في محافظات ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بدأت يوم الإثنين الماضي في الثاني من سبتمبر/ أيلول مثل حضرموت ومأرب والجوف، ويوم الأربعاء الماضي في الرابع من سبتمبر/ أيلول في محافظة المهرة وأجزاء من محافظة تعز. هناك، لا مواجهات مسلحة والأوضاع الأمنية مستقرة لولا غلاء أسعار المستلزمات المدرسية.
وفي المكلا عاصمة حضرموت كبرى محافظات اليمن، بدأ التلميذ أيمن باسليم عامه الدراسي الجديد يوم الإثنين الماضي، وهو يبدو متفائلاً. يقول: "أدرس هذا العام في الصف الثاني الثانوي ـ القسم العلمي، وهي مرحلة صعبة في حاجة إلى تفرغ تام، وأنا متحمس لاجتيازها بنجاح وتفوق"، لافتاً إلى معوقات متعلقة بالتطبيق العملي للمواد العلمية التي يدرسونها. يضيف لـ "العربي الجديد": "قليلاً ما يتم الاهتمام بالتدريب والتطبيق العلمي لبعض المواد مثل الكيمياء والفيزياء، وأتمنى أن يتم الاهتمام أكثر بهذه النقطة في العام الدراسي الجديد".
انقسام
كذلك، بدأت العملية التعليمية في مدينة تعز المحررة والخاضعة للحكومة الشرعية، في حين تتأخر المدارس الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين حتى منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري. في هذا السياق، تقول التربوية أسماء عبد الله إن العام الدراسي بدأ في تعز في الرابع من سبتمبر/ أيلول في بعض المناطق، على أن يبدأ في منتصف الشهر في مناطق أخرى في المدينة نفسها.
تضيف عبد الله لـ "العربي الجديد": "أعرف عائلات تسكن وسط مدينة تعز، يذهب أبناؤها اليوم إلى المدرسة، ولهم أقرباء في منطقة الحوبان لن يذهب أبناؤهم إلى المدارس إلا بعد نحو أسبوعين، على الرغم من أن المسافة التي تبعد بينهم قريبة جداً". وتشير إلى أن السياسة أثرت بشكل كبير على العملية التعليمية وساهمت في تدميرها.
تلفت عبد الله إلى أن إدارات مدارس كثيرة في مدينة تعز (مركز المحافظة) عملت منذ اليوم الأول من العام الدراسي على "إعداد وترتيب ملفات التلاميذ، وتسليمهم المناهج الدراسية المتوفرة، ونفّذت لقاءات تعارف بين المدرسين والتلاميذ، وتقديم بعض الدروس البسيطة لهم، لتبدأ العملية الدراسية بشكل متكامل في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري".
إلى ذلك، يشيد فؤاد عبد الرحيم، بانتظام العملية التعليمة في مأرب مقارنة بالمحافظات الأخرى، إلا أنه ما زال يشعر بالقلق من ازدياد التلاميذ وإمكانية عدم حصول كثير منهم على مقاعد دراسية في المدارس الحكومية. يقول: "غالباً ما يتم صرف المناهج الدراسية في أول يوم دراسي، كما أن هناك انضباطاً من قبل الكوادر التعليمية نظراً لاستيعاب الكثير من المتعاقدين الجدد لمواكبة الزيادة في عدد الطلاب. لكن المشكلة دائماً هي عدم توفر المقاعد الدراسية الكافية في المدارس الحكومية بسبب توافد الطلاب النازحين إلى المدينة"، مشيراً إلى أن الكثير من أولياء الأمور اضطروا إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خاصة على الرغم من تكاليفها المرتفعة.
لا مساعدات
يشكو عبد الرحيم غياب المنظمات المعنية بمساعدة التلاميذ في هذه المرحلة. يضيف: "للأسف الشديد، تغيب المنظمات الدولية الإنسانية، ولا تقوم بدورها في مساعدة التلاميذ الذين نزحوا مع أسرهم إلى محافظة مأرب. على سبيل المثال، يضطر التلاميذ النازحون في مخيم الجفينة إلى قطع مئات الأمتار للوصول إلى أقرب مدرسة حكومية".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يشير مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق) علي العباب، إلى "اجتماعات مبكرة عقدها المكتب لمناقشة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، ومخاطبة السلطة المحلية لتوفير نحو ثلاثمائة عقد عمل لمدرسين لتغطية العجز الحاصل في المدارس". ويلفت إلى وجود العديد من الصعوبات التي تواجه عمل المكتب والمتمثلة في كثافة التلاميذ في المدارس نتيجة النزوح إلى المحافظة. ووصل عدد التلاميذ في بعض الفصول الدراسية إلى 125، عدا عن عدم توفر الكتاب المدرسي هذا العام نتيجة التكاليف الباهظة.
ويكشف العباب عن نقص كبير في عدد المقاعد، إضافة إلى العجز في الكادر التعليمي خصوصاً التخصصات العلمية، لافتاً إلى أن توجيهات صدرت عن السلطة المحلية لشراء مطبعة خاصة ليتسنى طباعة المنهاج المدرسي في مكتب التربية في المحافظة. ويؤكد أن مكتب التربية في مأرب يحرص من خلال الأنشطة المدرسية على غرس المفاهيم الأساسية "لمحاربة الفكر الطائفي وحب الوطن والانتماء والحرص على الوحدة الوطنية في أذهان الأجيال".
وكانت وزارة التربية والتعليم في عدن قد أعلنت بأنّ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2019 - 2020 يبدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري وينتهي في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2019، في حين يبدأ الفصل الدراسي الثاني في الخامس من يناير/ كانون الثاني 2020 وينتهي في التاسع من إبريل/ نيسان من العام نفسه، إلا أنّ المواجهات المسلحة في كل من عدن وشبوة وأبين تسبّبت في تأجيل الدراسة في هذه المحافظات لمدّة أسبوع، لتبدأ اليوم الأحد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري.
تقول المواطنة عفاف ناصر، وهي من سكان مدينة عدن (جنوب)، إنها لم تستطع توفير الاحتياجات المدرسية لأطفالها، من جراء الأحداث التي شهدتها المدينة، والتي تسببت في تقييد الحركة. تؤكّد لـ "العربي الجديد" أنّ "غالبية السكان كانوا وما زالوا يعتقدون أن الوضع الأمني في عدن وأبين سيكون سبباً في تأجيل بدء العام الدراسي مرة أخرى. حتى اليوم، لم نشتر المستلزمات المدرسية، ولا نستطيع توفير المال لا سيما وأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير جداً"، مشيرة إلى أن أسواق عدن فارغة "ولا يوجد إقبال على شراء احتياجات العودة إلى المدارس كما يحدث كل عام". تضيف: "لدي ثلاثة أطفال في المرحلة الأساسية والإعدادية يحتاجون إلى حقائب وأدوات مدرسية وزي مدرسي وغيرها من الاحتياجات التي فشلنا في شرائها لعدم توفر المال. عيد الأضحى استنزف كل ما لدينا من مال، والحرب حدّت من قدرتنا على التحرك للبحث عن الرزق".
نحس
أما المواطن خالد اليافعي، فيصف العام الدراسي الجديد بـ "المنحوس"، بسبب حرب الشوارع التي عاشتها عدن، مشيراً إلى أنه كغيره من أولياء الأمور في عدن، لم يستعدّوا للعام الدراسي الجديد. يقول اليافعي لـ "العربي الجديد": "لن أرسل أبنائي إلى المدارس إلا إذا تأكدت أن الأوضاع وليس هناك خطورة عليهم"، مؤكداً أن "العام الدراسي الجديد جاء ليُضيف أعباء جديدة على الأسر وأولياء الأمور لمواجهة متطلبات المدارس". ويوضح اليافعي أنّه قد يحتاج إلى نقل أفراد أسرته إلى قريته في منطقة يافع إذا عادت الحرب في عدن (مركز المحافظة). ويقول: "إذا استمرت الحرب في شوارع عدن، سأنزح وأولادي إلى مسقط رأسي في القرية، وهناك مدرسة سألحق أبنائي بها. فهي منطقة هادئة جداً وخلابة".
التلميذة أسمهان عيسى هي أيضا كانت قد قررت عدم الذهاب إلى المدرسة حتى ينتهي التوتر بشكل تام في محافظة أبين (جنوب). تقول عيسى وهي تلميذة في المرحلة الثانوية، لـ"العربي الجديد"، إنّ عدم بدء العام الدراسي في وقته "يكون دائماً على حسابنا نحن التلاميذ لأننا نعود إلى المدرسة ونعاني بفعل تكثيف الدروس والضغط، وهذا لا يساعدنا على فهمها. وأحياناً، تُلغى دروس وفصول كان من المهم دراستها لأنّها تؤسس للمرحلة المقبلة".
من جهتها، تؤكّد مديرة ثانوية باكثير النموذجية للبنات في عدن انتصار أحمد السقاف، أن مدرستها استعدت لاستقبال العام الدراسي الجديد على الرغم من الصعوبات. تقول لـ"العربي الجديد": "جهزنا البيئة التعليمية للتلميذات بحسب الإمكانيات المتوفرة، وعملنا على إعادة الكهرباء والماء إلى المدرسة بعدما تضررت من جراء المواجهات المسلحة التي شهدتها المدينة مؤخراً". تضيف أن مكتب التربية والتعليم في المحافظة "زود المدرسة بالكراسي والطاولات الجديدة، ورفعنا طلباً بما نحتاجه من كتب دراسية لتوفيرها للتلميذات". وتؤكد وجود نقص في المدرسين والمناهج الدراسية".
وعلى الرغم من تأجيل الدراسة في محافظات عدن وأبين وشبوة (جنوب)، فإنّ العملية التعليمية في محافظات ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً بدأت يوم الإثنين الماضي في الثاني من سبتمبر/ أيلول مثل حضرموت ومأرب والجوف، ويوم الأربعاء الماضي في الرابع من سبتمبر/ أيلول في محافظة المهرة وأجزاء من محافظة تعز. هناك، لا مواجهات مسلحة والأوضاع الأمنية مستقرة لولا غلاء أسعار المستلزمات المدرسية.
وفي المكلا عاصمة حضرموت كبرى محافظات اليمن، بدأ التلميذ أيمن باسليم عامه الدراسي الجديد يوم الإثنين الماضي، وهو يبدو متفائلاً. يقول: "أدرس هذا العام في الصف الثاني الثانوي ـ القسم العلمي، وهي مرحلة صعبة في حاجة إلى تفرغ تام، وأنا متحمس لاجتيازها بنجاح وتفوق"، لافتاً إلى معوقات متعلقة بالتطبيق العملي للمواد العلمية التي يدرسونها. يضيف لـ "العربي الجديد": "قليلاً ما يتم الاهتمام بالتدريب والتطبيق العلمي لبعض المواد مثل الكيمياء والفيزياء، وأتمنى أن يتم الاهتمام أكثر بهذه النقطة في العام الدراسي الجديد".
انقسام
كذلك، بدأت العملية التعليمية في مدينة تعز المحررة والخاضعة للحكومة الشرعية، في حين تتأخر المدارس الواقعة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين حتى منتصف سبتمبر/ أيلول الجاري. في هذا السياق، تقول التربوية أسماء عبد الله إن العام الدراسي بدأ في تعز في الرابع من سبتمبر/ أيلول في بعض المناطق، على أن يبدأ في منتصف الشهر في مناطق أخرى في المدينة نفسها.
تضيف عبد الله لـ "العربي الجديد": "أعرف عائلات تسكن وسط مدينة تعز، يذهب أبناؤها اليوم إلى المدرسة، ولهم أقرباء في منطقة الحوبان لن يذهب أبناؤهم إلى المدارس إلا بعد نحو أسبوعين، على الرغم من أن المسافة التي تبعد بينهم قريبة جداً". وتشير إلى أن السياسة أثرت بشكل كبير على العملية التعليمية وساهمت في تدميرها.
تلفت عبد الله إلى أن إدارات مدارس كثيرة في مدينة تعز (مركز المحافظة) عملت منذ اليوم الأول من العام الدراسي على "إعداد وترتيب ملفات التلاميذ، وتسليمهم المناهج الدراسية المتوفرة، ونفّذت لقاءات تعارف بين المدرسين والتلاميذ، وتقديم بعض الدروس البسيطة لهم، لتبدأ العملية الدراسية بشكل متكامل في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري".
إلى ذلك، يشيد فؤاد عبد الرحيم، بانتظام العملية التعليمة في مأرب مقارنة بالمحافظات الأخرى، إلا أنه ما زال يشعر بالقلق من ازدياد التلاميذ وإمكانية عدم حصول كثير منهم على مقاعد دراسية في المدارس الحكومية. يقول: "غالباً ما يتم صرف المناهج الدراسية في أول يوم دراسي، كما أن هناك انضباطاً من قبل الكوادر التعليمية نظراً لاستيعاب الكثير من المتعاقدين الجدد لمواكبة الزيادة في عدد الطلاب. لكن المشكلة دائماً هي عدم توفر المقاعد الدراسية الكافية في المدارس الحكومية بسبب توافد الطلاب النازحين إلى المدينة"، مشيراً إلى أن الكثير من أولياء الأمور اضطروا إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خاصة على الرغم من تكاليفها المرتفعة.
لا مساعدات
يشكو عبد الرحيم غياب المنظمات المعنية بمساعدة التلاميذ في هذه المرحلة. يضيف: "للأسف الشديد، تغيب المنظمات الدولية الإنسانية، ولا تقوم بدورها في مساعدة التلاميذ الذين نزحوا مع أسرهم إلى محافظة مأرب. على سبيل المثال، يضطر التلاميذ النازحون في مخيم الجفينة إلى قطع مئات الأمتار للوصول إلى أقرب مدرسة حكومية".
من جهته، يشير مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة مأرب (شرق) علي العباب، إلى "اجتماعات مبكرة عقدها المكتب لمناقشة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، ومخاطبة السلطة المحلية لتوفير نحو ثلاثمائة عقد عمل لمدرسين لتغطية العجز الحاصل في المدارس". ويلفت إلى وجود العديد من الصعوبات التي تواجه عمل المكتب والمتمثلة في كثافة التلاميذ في المدارس نتيجة النزوح إلى المحافظة. ووصل عدد التلاميذ في بعض الفصول الدراسية إلى 125، عدا عن عدم توفر الكتاب المدرسي هذا العام نتيجة التكاليف الباهظة.
ويكشف العباب عن نقص كبير في عدد المقاعد، إضافة إلى العجز في الكادر التعليمي خصوصاً التخصصات العلمية، لافتاً إلى أن توجيهات صدرت عن السلطة المحلية لشراء مطبعة خاصة ليتسنى طباعة المنهاج المدرسي في مكتب التربية في المحافظة. ويؤكد أن مكتب التربية في مأرب يحرص من خلال الأنشطة المدرسية على غرس المفاهيم الأساسية "لمحاربة الفكر الطائفي وحب الوطن والانتماء والحرص على الوحدة الوطنية في أذهان الأجيال".
وكانت وزارة التربية والتعليم في عدن قد أعلنت بأنّ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2019 - 2020 يبدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري وينتهي في منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2019، في حين يبدأ الفصل الدراسي الثاني في الخامس من يناير/ كانون الثاني 2020 وينتهي في التاسع من إبريل/ نيسان من العام نفسه، إلا أنّ المواجهات المسلحة في كل من عدن وشبوة وأبين تسبّبت في تأجيل الدراسة في هذه المحافظات لمدّة أسبوع، لتبدأ اليوم الأحد في الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري.