عالمنا يحترق": الفن شاهداً على المأساة

21 اغسطس 2020
("الجماهير الصامتة" لآمال القناوي، من المعرض)
+ الخط -

في نهاية شباط / فبراير 2020، انطلق معرض "عالمنا يحترق" الذي يحتصنه "متحف قصر طوكيو" بباريس في إطار فعاليات العام الثقافي (قطر- فرنسا 2020)، ليغلق لعدّة أشهر بسبب تفشي فيروس "كوفيد -19"، ويعاد افتتاحه الشهر الماضي.

المعرض الذي يضمّ مجموعة أعمال فنية من مقتنيات "المتحف العربي للفن الحديث" بالدوحة وض، يرسم خريطة للتحولات المجتمعيّة العربية في سياق الأزمة العالميّة ضمن ثيمات أساسية تتصل بإعادة قراءة التاريخ الرسمي والواقعي في مستويات متعدّدة.

(سلسلة مصغرات للفنان السوري بادي دلول، من المعرض)
(سلسلة مصغرات للفنان السوري بادي دلول، من المعرض)

تتنوع الأعمال المعروضة بين المنحوتات والتشكيل والتجهيز في الفراغ، وكل واحدة منها تعكس موقفاً سياسياً وتجربة شخصيّة تتجلّى في مكوّنات العمل وأسلوب ظهوره، ومنها أعمال الفنانة اللبنانية منيرة الصلح التي توثِّق في رسوماتها تجارب وحوارات شخصية أجرتها مع أشخاص فرّوا من الحرب السورية ونزحوا إلى لبنان وأوروبا والولايات المتّحدة، إلى جانب أعمال مُطرَّزة أنجزتها بالتعاون مع لاجئات تهدف إلى تقديم حكايات تتشارك بها العائلات ومجموعات الأشخاص، وليس مجرّد قصص فردية.

 كما تعرض لوحة الفنانة المصرية الراحلة إنجي أفلاطون "تحية للعروس من جنوب لبنان" (1985) المنفذة بألوان زيتية على قماش، إضافة إلى العديد من الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على مختلف قضايا الإنسانية، وكذلك سلسلة مصغرات "بلد بلا باب أو شباك" للفنان السوري الفرنسي بادي دلول، والتي استخدم فيها 200 علبة كبريت صغيرة ليرسم فيها بدقة متناهيّة مشاهد من المأساة السورية منذ عام 2011.

(عمل للفنان المصري وائل شوقي، من المعرض)
(عمل للفنان المصري وائل شوقي، من المعرض)

يضمّ المعرض لوحة للفنان المغربي خليل غريب الذي يصوغها كما لو كانت جزءاً من محيطه اليومي، يبلورها مما يعثر عليه من أشياء في مدينته، أو على شاطئ البحر، مما يجعل عمله يتميز بحضور مادي قوي، ويقدّم مواطنه الفنان مصطفى أكرم منحوتة بعنوان "بناء 1" الذي كتب عليها كلمات "الحرية، المساواة، الحق" في محاولة لإبراز على التناقض بين النظرية وبين أسلوب التطبيق على الواقع، ذاك الذي تهدر فيه حقوق الناس ويخضعون للاستغلال من قبل السلطة.

أما الفنان القطري فرج دهام، فيعرض لوحة بعنوان "لغة الشارع" يظهر فيها العمال الأجانب الذين يعملون في البناء والصناعات، والذين تركوا أسرهم ليبذلوا طاقة أجسادهم بصمت في سبيل عمران المدن الجديدة، مستخدماً تقنية أشبه بالكولاج يدمج من خلالها صور أولئك العمال الملثمين بسبب الحر والتراب مع لافتات البناء و"ورق الزجاج" الصناعيّ، لتبدو اللوحة أشبه بـ "نيغاتف" لأصلٍ لا نسخة ملونة عنه، أصل لفئة موجودة لكننا لا نراها، ولا تمثيل مرئيّاً لها، بالرغم من أن جهودهم ظاهرة وتشكّل صورة الخليج ونظام الحياة ضمنه.

ويتضمّن المعرض أيضاً أعمالاً للفنانين الإيرانية شيرين نشأت، والكويتية منيرة القادري، والكونغولي سامي بلوجي، والمغربية إيطو برادة، والأميركي ميشال راكويتز، والمصرية أمل قناوي، والجزائري قادر عطية، والبلجيكية فرانسيس أليس، والمغربي يونس رحمون، والمصري وائل شوقي، وفرقة رقص ميديا من الهند.

المساهمون