عاصفة ممطرة تعزل مخيمات النازحين السوريين في إدلب

26 ابريل 2020
تفاقم الأمطار مشكلات النازحين السوريين (عمر حاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

ضربت عاصفة ممطرة مخيمات النازحين السوريين في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، خلال اليومين الماضيين، مسببة أضراراً متباينة في تلك المخيمات؛ لكن الأضرار كانت أقل من السابق كون العاصفة لم تدم لوقت طويل.

وأوضح مدير الدفاع المدني في محافظة إدلب، مصطفى الحاج يوسف، لـ"العربي الجديد"، أن "فرق الدفاع المدني تلقت 3 نداءات استغاثة خلال العاصفة، ورغم أن العاصفة كانت قوية، لكنها لم تدم لفترة طويلة، ولذلك كان تأثيرها محدوداً نسبياً".
وأوضح مدير فريق منسقو استجابة سورية، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، أن "أضراراً وقعت في عدد محدود من الخيام في نحو 5 مخيمات".
وتركزت أضرار العاصفة على المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى البنية التحتية، وكان للنصائح التي وجهتها عدة جهات إنسانية أثر مهم في التقليل من حجم الضرر بهذه المخيمات، ومن بين النصائح حفر خنادق حول المخيمات، واختيار أماكن بعيدة عن مسارات جريان المياه، وتشييد سواتر ترابية في محيط كل خيمة لمنع دخول مياه الأمطار أو السيول إليها.
وقال الناشط أسعد العزو لـ"العربي الجديد" إن "التأثير الأكبر للعاصفة كان على الطرق التي تربط المخيمات بالمناطق المحيطة بها. في منطقتي كللي وكفرلوسين هناك مخيمات عزلت تماما بسبب المطر الغزير، ولم تتمكن سيارات المياه أو المواد الغذائية من الوصول إليها، بينما دخلت مياه الأمطار خياماً كثيرة في مخيمات دير حسان وكللي، وأغرقت ممتلكات النازحين".
وقال النازح مصطفى العلي، المقيم في مخيم ببلدة دير حسان، لـ"العربي الجديد": "معاناتنا لا تنتهي، سواء بسبب المطر والبرد في الشتاء، أو الحر في الصيف. مع كل هطول للمطر ننتظر أن تجف الطرق كي نستطيع التنقل، فكثير من النازحين لديهم دراجات نارية، وفي الوقت الحالي لا يمكن استخدامها".
وأضاف العلي أن "كل الحلول لتحسين ظروف النازحين ليست سوى حلول مؤقتة. الخيمة تظل خيمة، ولا تقي البرد، ولا تحجب الحر، ونحن مجبرون على تحمل مرارة العيش فيها حتى نجد بديلاً. أنا بلغت عامي السابع والأربعين، وهذه سنة النزوح الثالثة بالنسبة لي، ولم أكن أتخيل يوماً أني قد أعيش هكذا".

وأكدت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين في تقرير أنّ الأمطار تسببت بقطع الطرق الترابية بين تجمعات المخيمات، كما تضررت بسببها الخيام المصنوعة من الأقمشة، إذ يعيش أكثر من مليون سوري أوضاعاً مأساوية في مخيمات نظامية وعشوائية شمالي إدلب، قرب الحدود التركية، وغالبيتهم نزحوا من بيوتهم عقب حملات عسكرية شرسة للنظام السوري وروسيا على مناطقهم في ريف حماة وإدلب وحلب.
وأضاف التقرير أن هناك عشرات الألوف من النازحين الذين لا يجدون خياماً، ويبيتون في العراء، أو تحت الأشجار، وسط عجز كامل عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية أو توفير المواد الغذائية.

المساهمون