اختفت العمارات الشاهقة في العاصمة البريطانية لندن، بعدما وصل معدل التلوث فيها مستوى "عاليا للغاية"، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، بسبب الضباب الدخاني وعواصف رملية قادمة من الصحراء الكبرى في القارة الافريقية والتي تعصف بالمملكة منذ الأحد الماضي ،خاصة مناطقها الجنوبية.
تقلبات جوية
التقلبات الجوية دعت الهيئات الصحية إلى توجيه تحذير للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي ومرضى الربو وكبار السن، البقاء في داخل بيوتهم، أو في مبان خشبية وتجنب الرياضة المجهدة، وخاصة في الأماكن المفتوحة.
وتشير هيئة الأرصاد الجوية إلى أن هذه العاصفة محمَلة برمال قادمة من مسافة 2000 ميل من الصحراء الأفريقية الكبرى، وتحديدا من الجزائر، حيث يخشى من تراجع الرؤية.
يتوقع أن يصل تلوث الهواء معدلات أعلى نتيجة للعاصفة الرملية بسبب اختلاط الغبار الرملي، مع الملوثات من عوالق هوائية من أوروبا، ما سيجعل الساحل الشرقي، وجنوب ويلز ووسط بريطانيا، أكثر المناطق تأثرا بخطر العاصفة.
تغيير الطقس
هذه العاصفة غيرت طقس بريطانيا البارد، وحولته إلى جو حار وغير مريح، بالإضافة إلى الغبار الذي غير لون سماء لندن وحدائقها الخضراء، التي لبست لونا قاتما يكتم أنفاس ناظريه.
كما غطى الغبار واجهات وأسقف السيارات، ما تسبب في شبه انعدام الرؤية لدى سائقي السيارات، وزاد من الازدحام المروري في معظم الطرق المؤدية إلى العاصمة لندن.
وتقول هيئة الأرصاد إن هذه العاصفة ستتسبب في موجة من الطقس الحار طوال الأسبوع الحالي مع احتمال سقوط أمطار رعدية بحلول نهاية الأسبوع.
وتوقع خبراء الأرصاد أن الموجة الحارَّة، التي بدأت هذا الأسبوع، ستجعل لندن أكثر سخونة من إسبانيا وجزر البليار والريفيرا الفرنسية، حيث ستصل درجة الحرارة فيها، ما بين 20 إلى 21 درجة مئوية بداية الأسبوع.
أعلى معدلات التلوث
وجدير بالذكر أن تلك الحالة تحدث مرات عدة في بريطانيا سنوياً، عندما يتصادف وقوع عواصف ترابية آتية من الصحراء الكبرى مع رياح جنوبية تتسبب في وصول الغبار إليها، إلا أنها هذه المرة قوية بعدما فاقت معدلها الطبيعي.
إلا أن المكتب يشير، أيضا/ إلى أن من المتوقع أن يؤدي الهواء النقي الآتي من المحيط الأطلسي إلى بعض التحسن في المناطق الجنوبية الغربية لإقليم ويلز والمقاطعات الواقعة في أقصى جنوب المملكة ابتداءً من مساء اليوم الخميس.