رغم كل الدراما التي عاشها الشاعر الليبي مؤخراً عاشور الطويبي، فقد أصدر مجموعة شعرية جديدة تحت عنوان "الغراب لا يكره العنب".
المجموعة صدرت قبل أيام عن "دار اركنو" التي يديرها الشاعر في طرابلس الغرب، وكُتبت قصائدها هذه السنة، بما في ذلك قصائد كتبها الطويبي بعد نهب بيته وحرقه في قرية الطويبية في آب/ أغسطس الماضي وأوائل أيلول/ سبتمبر.
الكتاب الذي يقع في 240 صفحة من القطع المتوسط، لا فهرس له ولا عناوين داخلية لقصائده. يصفه الطويبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنه "رحلة طويلة لا عنوان لمحطاتها. نهارها واحد وليلها واحد".
مرارة كبيرة حملتها مقدمة الشاعر للمجموعة، إذ يكتب: "لأكثر من ثلاثين عاماً اشتغلتُ بالطبابة والبحث الطبي في بلادي، وساهمت على مدى أكثر من عشرين عاماً في التعليم الطبي. منذ مطلع السبعينيات، ساهمتُ أيضاً في المشهد الثقافي الليبي. كنتُ أجد العذر لما يحدث في وطني تحت حكم دكتاتوري، لكني اكتشفتُ أن دكتاتورية الميليشيات المسلحة، الجهوية منها والقبلية، أكثر عتواً وفساداً، وأنها في أقل من 4 سنوات أهدرت من المال العام ومن الأرواح أضعاف ما تم في الـ42 سنة الماضية. معاناة المخطوفين والمسجونين أمر يفوق الوصف. لا أجد مبرراً لكل هذا التوحّش. دكتاتورية الجماهير شيء مرعب. منذ أكثر من شهرين صرتُ وعائلتي مثل آلاف المهجّرين، لاجئين في بلادنا بسبب المعارك. منذ أسبوع أحرق بيتي تماماً بما فيه. هل أحبّ بلادي؟ لم أعد متأكداً من ذلك! هل صبرت؟ ليس لي غيره والشعر. سأقاوم الخذلان والحزن والإحباط بالشعر، لا سلاح آخر لدي". أصدقاء الطويبي الذين يتتبعون أخباره على فيسبوك، لم تَفُتْهم صور الخراب التي ينقلها الشاعر بين حين وآخر؛ بيت منهوب، صورة شبه سوريالية للشاعر في باص محطم، أو صورته كأنما يشرب الشاي فوق حطام وطن.