كما خذلوه في حياته، خذلوه أيضاً في مماته، ولم يكلّف أيّ من الفنّانين نفسه عناء السفر إلى المنوفية، على بعد خمسين كيلومتراً فقط من القاهرة، لحضور مراسم دفنه، أو حتى الذهاب إلى مستشفى القوّات المسلّحة للمشاركة في إلقاء النظرة الأخيرة عليه.
إنّه سعيد صالح الذي لم يكن له من السعادة في حياته نصيب، قد يكون أعطاها لجمهوره ولم تمنح له.
لم يحضر تشييع الجثمان سوى ثلاثة من فنّاني نقابة المهن التمثيلية، كنوعٍ من قضاء الواجب كونه تابعاً لنقابتهم، فحضر سامح الصريطي، وعهدي صادق، ومنير مكرم، بينما لم يحضر نقيب الممّثلين، أشرف عبد الغفور، وكان الغياب الأكثر لفتاً للنظر، هو غياب عادل إمام، الشهير ببهجت الأباصيري، زميل مرسي الزناتي في "مدرسة المشاغبين".
ولكن ما السبب في تخلّي الزعيم عن توديع صديقه؟
إمام أجاب في تصريحات خاصّة لـ"لعربي الجديد" أنّه لا يستطيع الغياب عن وداع صديق عمره ورحلة كفاحه سعيد صالح، ولكنّه حالياً متواجد في الساحل الشمالي (منطقة مشهورة بالمصايف)، ولم يعرف بخبر الوفاة إلا قبل تشييع الجنازة بحوالي نصف ساعة، و"لأنّ طريق السفر من الساحل إلى المنوفية سيستغرق أكثر من ثلاث ساعات، فكان من الصعب اللحاق بالجنازة".
لكنّ عادل إمام أكدّ أنّه اتّصل ببعض من أعضاء نقابة الممثّلين لمتابعة سير الإجراءات، واطمأنّ كذلك على زوجة صالح، وابنته.