عائدون إلى الرمادي.. المنازل مفخّخة والخدمات منعدمة

20 ابريل 2016
لا يعرفون ما الذي ينتظرهم في مدينتهم (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
وجد أهالي الرمادي أنفسهم بعد عودتهم لمدينتهم فريسة لمنازلهم المفخخة وانعدام الخدمات، بعد أن انتهت المعارك بسيطرة القوات العراقية على المدينة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. ولبى نازحون دعوات العودة إلى مدينتهم رغم عدم اكتمال عمليات المسح الميداني لتفكيك المتفجرات.

ويشيّع أهالي الرمادي يومياً من يقضي من شبابهم وأطفالهم ونسائهم جرّاء انفجار منازلهم المفخخة. ورغم مزاعم القوات الأمنية بتأمين تلك المناطق، يؤكد الأهالي أن المدينة مفخخة ولا تصلح للعيش.

محمد الدليمي (41 عاماً) وهو أحد النازحين العائدين إلى الرمادي قال: "بعد أن سيطرت القوات العراقية على الرمادي سمعنا من مجلس المحافظ ومدير الوقف السني ومحافظ الأنبار دعوات لعودة النازحين بعد تطهير المدينة من العبوات الناسفة، لكننا فوجئنا بأنها لازالت مفخخة".

وأضاف لـ"العربي الجديد": "يومياً نفقد عدداً من الشباب بانفجار منزل مفخخ هنا أو هناك بعد دخول أصحابه إليه، خاصة أن تنظيم "داعش" فخخ كل شيء تقريباً في المنازل، فلا يستطيع أحد معرفة مكان التفخيخ إن كان في الباب أو الشباك أو حتى الأرضيات والجدران".

وشيّع أهالي الرمادي هذا الأسبوع أكثر من 10 شباب قتلوا لحظة دخولهم منازلهم، في وقت أعلنت فيه قوات الأمن تطهير مناطقهم من التفخيخ والعبوات الناسفة المنتشرة في كل مكان.

وقال مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه إن "إعادة النازحين إلى الرمادي كانت لأهداف سياسية، وهذا خطأ كبير يتحمله محافظ الأنبار صهيب الراوي ومدير الوقف السني عبد اللطيف هميم ومجلس المحافظة".

وتابع المصدر "الرمادي عبارة عن مدينة مفخخة، فالأرصفة والطرقات والمنازل والعمارات السكنية مفخخة، الأرضيات فيها والأجهزة الكهربائية والجدران والسقوف وأعمدة الكهرباء والمصابيح والتلفزيونات بل وحتى المرافق الصحية".


ويحمّل الأهالي محافظ الأنبار ومدير الوقف السني مسؤولية ما يجري لهم، معتبرين أنهم وقعوا ضحية خدعة كبيرة تحت مسمى تطهير المدينة وتنظيفها من التفخيخ.

وكان مجلس الأنبار كشف مطلع يناير/كانون الثاني الماضي عن وجود نحو 200 ألف لغم وعبوة ناسفة منتشرة في كافة أحياء مدينة الرمادي.

وكشفت ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق ليزا كراند في تصريحات سابقة أنه "يجب مسح الشراك الخادعة والعبوات الناسفة قبل إعادة النازحين، وهو عمل خطير يحتاج لمستويات عالية من التدريب والدراية".

وكان رئيس ديوان الوقف السني أعلن من الرمادي في فبراير/شباط الماضي أن النازحين سيكون بإمكانهم العودة إلى مدينتهم خلال 120 يوماً بعد إنهاء عمليات تفكيك العبوات الناسفة.

وكشفت تقارير عن تخصيص واشنطن خمسة ملايين دولار لإحدى شركاتها المتخصصة لإزالة الألغام والعبوات المفخخة من الرمادي مطلع أبريل/ نيسان الجاري بمشاركة خبراء عراقيين، وأن فريقاً أميركياً وصل الرمادي وبدأ بمهمة استطلاعية. لكن البدء بعمليات المسح سيكون بعد عودة الأسر النازحة إلى المدينة.

ويضاف إلى أحوال المدينة المفخخة انعدام الماء والكهرباء والاتصالات إلى جانب والأمراض والقوارض والحشرات المنتشرة فيها.

وكان مجلس الأنبار حذر في يناير/ كانون الثاني الماضي من انتشار الطاعون في الرمادي بسبب الجثث التي خلفتها المعارك.