ظهير كرة القدم.. الأصل برازيلي والرهان مدريدي

02 ابريل 2015
+ الخط -


تأتي البرازيل دائماً بالجديد في التكتيكات الهجومية، في مونديال 1970 فاجأ كارلوس ألبرتو بيريرا الجميع بانطلاقة عنترية من أقصى العمق إلى أقصى الهجوم على الجانب الأيمن، ليسجل هدفا رائعا في النهائي الشهير أمام إيطاليا، في مباراة انتهت لمصلحة الهجوم بأربعة أهداف مقابل هدف للجانب الدفاعي.

من بيريرا إلى روبرتو كارلوس، اللاعب المتفرد، لأنه صيحة مختلفة في الأظهرة الدفاعية، مع قدرته على أداء الواجبات الهجومية بشكل جيد للغاية، هو نموذج حقيقي للظهير الدفاعي بدرجة جناح متقدم. لاعب مثل كارلوس يجيد اللعب على الخط، يتقدم إلى الأمام ليصبح لاعب جناح صريحا، ويتحول إلى مركز الهجوم من أجل التسديد ويعود للطرف مرة أخرى.

وبالتالي يعتبر المدفعجي البرازيلي أشهر نسخة ناجحة لمركز الظهير في فترة التسعينيات، ونتيجة أهدافه الصاروخية وشخصيته القوية، أصبح كارلوس مدافعا نجما ينافس أشهر الأسماء المتألقة في الثلث الأخير من الملعب، حتى موعد رحيله من ريال مدريد وخفوت بريقه الكروي.

الثنائية
لا أحد ينسى قمة انتر وبرشلونة في الجوسيبي مياتزا خلال نصف نهائي دوري الأبطال 2010، حينما فاز إنتر ذهاباً بثلاثة أهداف مقابل هدف، الإعصار ضرب أوروبا وسافر برشلونة بالحافلة إلى ميلانو، ليجد أمامه طوفانا إيطاليا من العيار الثقيل، في مباراة شهدت مواجهة من نوع خاص بين الظهيرين، مايكون إنتر وألفيش برشلونة.

يمثل مايكون حالة الظهير الذي يغلق مناطقه الدفاعية جيداً، ثم يصعد للهجوم في مناسبات معدودة، لكنها مؤثرة ومحورية. واجه الظهير مواطنه ماكسويل، ومع ميل سيدو كيتا إلى العمق وعدم عودة زلاتان للدفاع، استغل مايكون الفرصة كما يجب، ولعب دور الظهير والجناح في آن واحد، ليقدم واحدة من أجمل مبارياته على الإطلاق.

في المقابل، ألفيس هو ظهير الكل في الكل، يكمن اختلافه في كونه لاعبا فوضويا مقيدا بتكتيك حالم رومانسي، هو الظهير الدفاعي الذي يتقدم ويتمركز في خط الوسط، بسبب وجود لاعب الارتكاز الذي يصبح أقرب إلى حارس المرمى من رباعي الدفاع، لكي تتحول 4-3-3 التقليدية إلى 3-1-3-3 ويتحول البرازيلي المجنون إلى واحد من أشهر من شغلوا مركز الظهير الأيمن في عالم كرة القدم.

دانيلو
سريع جداً ومهاري ويعرف كيف يتعامل مع الكرة، هكذا وصف الموقع الرسمي لريال مدريد لاعبه الجديد، دانيلو لويز دا سيلفا، البرازيلي القادم من بورتو في صفقة جديدة للنادي الملكي. وبالفعل إذا أردت القيام بدور الرقابة الفنية للظهير، فستكتشف أنه لاعب سريع بالكرة وبدونها، ينطلق على الخط الجانبي للملعب، ويجيد فكرة القطع في العمق من الأطراف، بالإضافة إلى التغطية الدفاعية في الجبهة اليمنى من الملعب.

دانيلو ليس مجرد ظهير فقط، بل لاعب صريح على الطرف، قريب من أسلوب الـ Wing Back، يدافع ويهاجم في نفس الوقت، ويحميه في الخلف مدافع صريح يلعب أميل إلى الطرف، لذلك يبدو أن أنشيلوتي يريد نظاما تكتيكيا متنوعا، ولن يكتفي فقط بطريقة اللعب 4-3-3/ 4-4-2 في الموسم المقبل. لأن لاعبه الجديد سيعطيه حلولا أخرى، وقدرة أكبر على النزعة الهجومية من الأطراف.

بالتالي يأتي دا سيلفا صيحة برازيلية جديدة في مركز الظهير، وكأن منتخب السيلساو هو الوكيل الحصري والوحيد لهذا المكان في الكرة الحديثة، وسيحصل الريال على ميزة وجود ظهيرين من نفس البلد في تشكيلة واحدة، مارسيلو يساراً ودانيلو يميناً، لكن الثنائي يملك نزعة هجومية مضاعفة، مما يجعل المخاطر كبيرة أسفل الأطراف، أحد مكامن الضعف في تشكيلة الميرينجي لهذا الموسم.

كاربخال وبرشلونة
ارتبطت أولى الانتقادات الخاصة بصفقة دانيلو بوجود الإسباني الشاب كارفخال، الظهير المميز مع ريال مدريد في رحلة العاشرة، واللاعب الذي يخطو بثبات نحو تشكيلة "لا فوريا روخا" مع المدرب ديل بوسكي، خصوصاً أن الثنائي يلعب في خانة الظهير الأيمن، لكن هناك أسبابا مقنعة دعت الإدارة المدريدية إلى التعاقد مع البرازيلي، لأن كاربخال لم يخرج بعد من عباءة اللاعب الجيد، جيد دفاعياً ومميز هجومياً، لكن بدون لمسة إبداع شخصية.

وفريق بقيمة وحجم ريال مدريد يريد دائماً اللاعب المبتكر الذي يظهر في المباريات المعقدة، حتى إذا كان هذا اللاعب يتمركز في الخط الدفاعي، وأكبر دليل على ذلك، رأسيات راموس القاتلة في مباريات التشامبيونز في الموسم الماضي. ويحتاج أنشيلوتي إلى أسماء أخرى بشخصية قوية بجوار راموس، وداني كاربخال لا تتوافر لديه هذه المقومات حتى هذه اللحظة.

وكلما تحدثنا عن مدريد، علينا المقارنة الفورية مع غريمه برشلونة، النادي الذي دفع أكثر من 25 مليوناً للتعاقد مع الثنائي دوجلاس وفيرمايلين، ولم ينقض على ظهير مثل دانيلو، رغم أن عقد داني ألفيش ينتهي الصيف القادم، ومع وجود الحظر الدولي على الصفقات، فإن الصفقة الأخيرة لريال مدريد ضربت أكثر من هدف بحجر واحد، البداية بتدعيم فني جديد، والنهاية بحرمان الخصم الأبدي من خيار إجباري أكثر منه اختيارياً.

المساهمون