طيران مجهول يستهدف منزل قيادي بتنظيم "القاعدة" جنوب ليبيا

15 نوفمبر 2016
مسلّحون "مجهولون" نقلوا جثثاً من الموقع المستهدف (ريك مادونيك/Getty)
+ الخط -
أكّدت مصادر محلية من منطقة القرضة، جنوب ليبيا، أن السلطات المحلية في المنطقة لم تعثر على أية جثث تحت ركام منزل استهدفه طيران مجهول ليل أمس الإثنين، فيما نقلت أربع جثث وعدد من المصابين من المنازل المجاورة، والتي تعرضت لأضرار بليغة بسبب كثافة القصف الجوي.

وقالت المصادر، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إن مسلّحين مجهولين كانوا في أحد المنازل القريبة في المنطقة نقلوا، فجر اليوم الثلاثاء، جثثاً يعتقد أن عددها خمساً إلى مكان مجهول، مرجحة انتماء هؤلاء المسلحين لـ"القاعدة"، وتحديداً لـ"عبد المنعم أبوحوية الحسناوي"، الشهير بـ"أبي طلحة الليبي"، والذي استهدف الطيران منزله بالمنطقة.

وأضافت أن شخصيات مجتمعيّة، بالتعاون مع سلطات المنطقة، منشغلة في الوقت الحالي بإسعاف المصابين من أصحاب المنازل المجاورة التي تعرضت لأضرار بليغة، وترفض تأكيد وجود خلايا لـ"القاعدة" في المنطقة، إذ ينتمي "أبو طلحة" لأكبر قبائل الجنوب الليبي.




من هو "أبو طلحة"؟

يعتبر "أبو طلحة" من أبرز قيادات تنظيم "القاعدة" في ليبيا، وبرز اسمه في عقد الثمانينيات من القرن الماضي، بعد مشاركته في قيادة بعض عمليات التنظيم في أفغانستان، قبل أن يعود إلى ليبيا ويودع في سجون القذافي في عام 1996م على خلفية انتمائه لـ"القاعدة"، وضلوعه في عملية اغتيال القذافي المعروفة بواسطة قنبلة يدوية في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته.

ويعتبر "أبو طلحة" من ضمن الشخصيات التي يتهمها النظام السوري بالوقوف وراء جبهة "النصرة"، كما أعلن العراق عن مقتل "أبو طلحة الليبي" في إحدى عملياته ضد التنظيمات الإرهابية نهاية عام 2014، إلا أنه ظهر في أحد التسجيلات المرئية، والتي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي بعدها بأشهر، وهو يدعو "المسلمين إلى الجهاد لنصرة شباب تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا".

وعلى الرغم من مرور ساعات على حادث القصف بمنطقة القرضة، لم تعلن أية جهة أو دولة مسؤوليتها عنه، ولا يزال مصير "أبو طلحة" مجهولاً حتى الآن، وسط غموض يكتنف تفاصيل الحادث.


تقدّم في سرت

في سياق آخر، استأنفت قوات المجلس الرئاسي، منذ مساء أمس الإثنين، قتالها ضد ما تبقى من فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في معقلها الأخير شمال مدينة سرت.

وأوضح المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسي، محمد الغصري، أن القوات تقدّمت في منطقة الجيزة البحرية آخر معاقل التنظيم.

وقال الغصري في حديث لـ"العربي الجديد" إن القتال يدور بالقرب من مبنىً إداري كان مقراً لأحد البنوك، فيما سيطرت محاور القتال الأخرى على قرابة نصف حي الجيزة البحرية.

وأضاف أن القصف الجوي المكثف، يوم أمس، مهّد بشكل كبير للتقدم اليوم على الأرض، مؤكداً سقوط عدد من قناصة التنظيم جراء القصف الجوي.

من جانبه، عزا المتحدث باسم حكومة الوفاق، أشرف الثلثي، في حديث صحافي اليوم الثلاثاء، أسباب التأخر في حسم معركة سرت إلى ظروف فنية تتعلق بخطط المعارك، وأخرى إنسانية لوجود بعض المدنيين العالقين في سرت.

وعن خسائر قوات الرئاسي، قال الغصري "بالأمس فقدنا سبعة مقاتلين، وأصيب أكثر من عشرين. أما اليوم، فهناك قتيل وثمانية جرحى"، لافتاً إلى أن المعارك تدور في الوقت الحالي بشكل عنيف داخل حي الجيزة البحرية.




المساهمون