واعتبر ظريف، خلال لقائه مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يان الياسون، في طهران، أنّه "لا يمكن القضاء على داعش بمحاربته في العراق من جهة ودعمه في سورية من جهة أخرى"، داعياً الجميع إلى الاتفاق حول هذه القضية.
وأنهى الياسون، اليوم، لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، بعد زيارة استمرت 3 أيام إلى طهران، بحث خلالها تطورات الأوضاع في المنطقة، ولاسيما في سورية والعراق، فضلاً عن ملف البلاد النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن الياسون تأكيده على "ضرورة التوصل لحل لأزمة البرنامج النووي الإيراني، وتوقيع اتفاق مع السداسية الدولية"، معتبراً أنّ "هذا الأمر مطلب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بالإضافة إلى العديد من دول المنطقة التي تدرك أن هذا الاتفاق سينعكس إيجاباً على غالبية الملفات الإقليمية".
من جهة ثانية، أشار نائب الأمين العام إلى "ضرورة تعزيز العلاقات بين دول المنطقة، ولاسيما العلاقات بين طهران والرياض"، معتبراً أن "الحوار بين هذه الدول مهم خلال هذه المرحلة".
وأكّد في السياق ذاته، أنّ "بإمكان إيران أن تلعب دوراً مؤثراً في العديد من القضايا"، في حين أعرب عن قلقه من تنامي ظاهرة "الإرهاب" في المنطقة، معتبراً أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية خطر جدي يحدّق بالجميع".
كما ناقش هذا الأمر مع إلياسون، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، قائلاً إنّ "قطع الدعم المالي والعسكري عن داعش هو الخطوة الأولى نحو حرب جدية على التنظيم، وإعادة الاستقرار لسورية"، معتبراً أنّ "ظاهرة الإرهاب تنامت بسبب اتباع سياسات خاطئة من قبل بعض الدول الكبرى وبعض دول المنطقة، التي بدأت بتسليح مجموعات المعارضة السورية".
ودعا خرازي، خلال لقائه مع نائب الأمين العام، إلى أنّ "تُراجع منظمة الأمم المتحدة سياساتها إزاء التعامل مع العديد من مشكلات المنطقة"، ونقل أيضاً أنّ بلاده "تساعد في الحرب على الإرهاب بالتعاون مع الحكومة والشعب في العراق على سبيل المثال".
وأشار رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، إلى "ضرورة تنبّه الجميع إلى الدور الإيجابي الذي تستطيع أن تلعبه إيران في المنطقة".
بدوره، قال مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، إنّه ناقش والياسون "سبل تطوير الدور الإيراني في محاربة الإرهاب، فضلاً عن بحث التطورات في اليمن"، معتبراً أن "الحوثيين هناك لا يهدفون إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، وكان لهم دور إيجابي في مواجهة تطرّف تنظيم القاعدة"..
وعن الملف النووي، اعتبر ولايتي كما خرازي، أنّ التوصل إلى اتفاق سينعكس إيجاباً على العديد من القضايا، مع تأكيدهما على عدم استغناء طهران عن حقوقها النوّوية ضمن إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النوويًة، معتبرين أنّ "سياسة الضغط والعقوبات لن تكون مجدية".
وأكّد ولايتي على ضرورة الحل السياسي، فضلاً عن دعمه لفريق البلاد المفاوض الذي يرأسه ظريف، معتبراً أنّ "هذا الوفد لن يتنازل عن الخطوط الحمراء التي حددها المرشد الأعلى علي خامنئي"، في إشارة منه إلى إصرار طهران على إلغاء الحظر بالكامل، فضلاً عن عدم الاستغناء عن التخصيب أو تقليص عدد أجهزة الطرد المركزي.
ولفت، إلى أنّ "الاتفاق يعتمد الآن على الآخرين وعلى مدى رغبتهم به وبإدراكهم أنّه بات ضرورياً، وسينعكس إيجاباً على جميع الملفات الأخرى الإقليمية والدولية".