طهران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية خطأً بصاروخ.. وكييف تطالب بالاعتذار والتعويضات

11 يناير 2020
لقي كل ركاب الطائرة حتفهم (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في بيان عسكري، فجر اليوم السبت، أن الطائرة الأوكرانية من طراز بوينغ 737 قد أسقطت "عن طريق خطأ بشري غير متعمد" بعد إصابتها بصاروخ للدفاع الجوي الإيراني، فيما طالبت كل من أوكرانيا وكندا بـ"الشفافية" لإجراء تحقيق "كامل ومعمق" وتعويض من إيران.
وذكرت "الأركان" الإيرانية أنه بعد إقلاع الطائرة من مطار "الإمام الخميني" و"حين الاستدارة اقتربت جدا من مركز عسكري حساس للحرس الثوري"، مضيفة في بيانها، أن الطائرة، بعد ذلك ظهرت في الرادار "في وضعية ارتفاع وتحليق كهدف تابع للعدو"، معبرة عن "الاعتذار والتضامن مع الأسر المنكوبة" الإيرانية والأجنبية.

وطمأنت المؤسسة العسكرية الإيرانية بـ"متابعة إجراء إصلاحات أساسية في المسارات العملياتية على مستوى القوات المسلحة لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء".

وفي مستهل البيان، أشارت الأركان العامة للقوات المسلحة إلى الظروف التي وقعت فيها الحادثة فجر الأربعاء الماضي، معلنة أن القوات العسكرية الإيرانية بعد ضرب قواعد عسكرية أميركية في العراق، ردا على اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، من قبل الولايات المتحدة، "اتخذت وضعية التأهب القصوى" للرد على "أي تهديدات محتملة" على خلفية التهديدات الأميركية بضرب "أهداف متعددة" داخل إيران في حال ردها، و"تزايد ملحوظ في التحركات الجوية في المنطقة".

واستكملت أنه بعد الهجمات الصاروخية على القواعد الأميركية في العراق "تزايدت عمليات إقلاع مقاتلات أميركية" في أطراف إيران، و"وصلت أنباء للدفاعات الجوية عن مشاهدة أهداف جوية تتحرك نحو المراكز الاستراتيجية للبلاد، وظهرت أهداف متعددة في الرادارات"، مشيرة إلى أن ذلك "زاد الحساسية لدى منظمة الدفاع الجوي" الإيراني.

وتابع البيان العسكري للأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن الطائرة برقم الرحلة 752 للخطوط الجوية الأوكرانية أقلعت في "هذه الظروف الحساسة والمتأزمة"، معتبرة أنها بعد الإقلاع "وحين الاستدارة اقتربت جدا من مركز عسكري حساس لحرس الثورة، وظهرت في ارتفاع وتحليق كهدف تابع للعدو".

وأوضح أنه بعد ذلك يتم استهداف الطائرة من قبل الدفاع الجوي الإيراني "عن طريق خطأ بشري غير متعمد".

وذكرت أركان القوات المسلحة الإيرانية أن الحرس الثوري الإيراني سيكشف قريبا عن تفاصيل الحادث لوسائل الإعلام.

من جهته، أصدر الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بيانا، عبر فيه عن "الأسف العميق" تجاه ما حصل، مشيرا إلى أنه اطلع على نتيجة تحقيقات الأركان العامة للقوات المسلحة بشأن سقوط الطائرة المدنية الأوكرانية "قبل ساعات".

وأضاف روحاني أن الطائرة أسقطت في ظروف التهديدات الأميركية ضد بلاده بعد حادثة اغتيال سليماني، قائلا إن القوات المسلحة الإيرانية كانت في حالة "التأهب القصوى" في مواجهة "أي هجمات محتملة للجيش الأميركي"، إلا أنه بحسب قوله، فإن "خطأ بشريا وإطلاقا خاطئا تسبب بمأساة كبرى ومقتل العشرات من الأبرياء".

وقدم روحاني تعازيه "العميقة" لأسر الضحايا، معلنا أنه يصدر تعليماته لكافة الأجهزة الإيرانية المعنية "لاتخاذ إجراءات لازمة للتعويض والتضامن وتطييب الخواطر" لهذه الأسر.

وقال روحاني إن الخارجية الإيرانية ستقوم بجهودها لـ"التعرف على جثث الضحايا وإعادتها إلى عوائلها"، مؤكدا أنه "لا يمكن المرور بسهولة أمام هذا الحادث المؤلم"، ليدعو إلى "تحقيقات تكميلية للتعرف على كافة الأسباب والعناصر المتورطة في المأساة".

وشدد الرئيس الإيراني على أن "جميع المتسببين بهذا الخطأ الذي لا يغتفر ستتم ملاحقتهم قانونيا، وستعلن النتائج" للشعب الإيراني وأسر الضحايا.

كما دعا روحاني إلى "اتخاذ تدابير لازمة لمعالجة نقاط ضعف أنظمة الدفاع الجوي للبلاد للحيلولة دون تكرار مثل هذه المآسي". ​

رئيس أوكرانيا: نتوقع تحقيقا كاملا وتعويضا

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيان اليوم إن بلاده تتوقع تحقيقا كاملا واعترافا كاملا بالذنب وتعويضا من إيران بعد إسقاط طائرة الركاب.

وقال زيلينسكي "إيران اعترفت بالذنب في إسقاط الطائرة الأوكرانية. لكننا نصر على اعتراف كامل بالذنب".

وأضاف "نتوقع من إيران تأكيدات على استعدادها لإجراء تحقيق كامل ومفتوح لتقديم المذنبين إلى العدالة وإعادة جثث القتلى، ودفع تعويض وتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية".

وفي سياق متصل أيضاً، طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بـ"الشفافية" لإجراء "تحقيق تام ومعمق" حتى يتم تحديد المسؤوليات.

وقال ترودو في بيان "أولويتنا تبقى إيضاح هذا الملف بشفافية وعدالة"، مضيفاً أنها "كارثة وطنية وجميع الكنديين في حداد. سنواصل العمل مع شركائنا حول العالم لنحرص على إجراء تحقيق تام وشفاف".

يشار إلى أن الطائرة تحطمت فجر الأربعاء الماضي، بعد وقت قصير من إطلاق إيران صواريخ على قواعد تستخدمها القوات الأميركية في العراق، رداً على مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في بغداد، بعد استهداف سيارته بصواريخ أطلقتها طائرة أميركية مسيّرة.

وأدى تحطم الطائرة إلى مقتل جميع ركابها من المسافرين وطاقمها، حيث قتل خلال الحادث 179 شخصا، معظمهم من الإيرانيين، بالإضافة إلى ضحايا أوكرانيين وكنديين وأفغان وسويديين وبريطاني واحد.

وخلال الأيام الماضية، أعلن مسؤولون أميركيون وبريطانيون وكنديون أن مصادر مخابراتية تشير إلى أن إيران ربما أسقطت الطائرة بشكل غير متعمد، لكن طهران كانت تنفي ذلك، مشيرة إلى أن الطائرة سقطت بسبب عطل فني.

دلالات