طالب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، تركيا بإجراء التحقيقات اللازمة للكشف عن ملابسات جريمة القتل التي طاولت سعيد كريميان، مدير وصاحب مجموعة قنوات "جم تي في" الإيرانية والتي تبث من خارج البلاد.
وقال قاسمي في تصريحات صادرة عنه، الإثنين، إن طهران أبلغت أنقرة رسمياً بضرورة تسليمها نتائج تحقيقاتها كون كريميان مواطناً إيرانياً، حسب قوله.
وذكر قاسمي، أن الخارجية الإيرانية، فضلاً عن سفارة البلاد وقنصليتها في كل من أنقرة وإسطنبول، تتابع مع السلطات التركية تطورات الموضوع. حيث تعرض كريميان فجر الأحد، في القسم الأوروبي من إسطنبول، لإطلاق رصاص من قبل مسلحين ملثمين هاجماه وهو في سيارته، وفرّا بسيارة رباعية الدفع.
ونقلت بعض المواقع الإيرانية، أن شخصًا كان برفقة كريميان، يرجح أنه شريكه الكويتي والذي يحمل جنسية بريطانية، قد قتل هو الآخر، فيما ذكرت "سي إن إن" التركية سابقاً أنه شخص إيراني.
وقد حمّلت المعارضة الإيرانية المسؤولية للنظام في إيران. فيما أشارت بعض المواقع إلى ارتباط كريميان بمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، هو الذي يجعل أصابع الاتهام تتجه نحو إيران نفسها.
إلا أن كريميان نفسه كان قد نفى في تصريحات صادرة عنه سابقاً ارتباطه بهذه المنظمة المعارضة والمصنفة إرهابية في الداخل، وهو ما يجعل الخارجية الإيرانية تطالب بالكشف عن
ونقل عدد من المواقع الإلكترونية الإيرانية أن مجموعة "جم تي في" والتي تضم عددًا من القنوات التلفزيونية المنوعة، تعاني من مشكلات مالية منذ فترة، وقد استقال منها عدد من العاملين خلال الفترة الأخيرة، مرجحةً أن تكون الدوافع وراء مقتله مالية وحسب. فيما ذكرت بعض القنوات الإيرانية على تطبيق "تيليغرام" ترجيحها ارتباط أعضاء من منظمة "مجاهدي خلق" بجريمة اغتياله.
سعيد كريميان البالغ من العمر 45 عامًا، أسس مجموعة قنوات "جم" الفضائية والتي انطلقت من لندن عام 2007. ولديها مكاتب في أميركا، تركيا، والإمارات، وتضم مجموعة قنوات منوعة بالدرجة الأولى، منها قنوات ناطقة بالتركية والعربية وليس فقط بالفارسية.
وانضم إلى المجموعة عدد من المخرجين والممثلين الإيرانيين، حيث خرجوا من البلاد والتحقوا بطاقم العمل في مكاتب الخارج. ولا تعد مجموعة "جم" مرخصة في الداخل الإيراني، وقد ترك بعضهم العمل فيها وعادوا إلى إيران خلال الأشهر الماضية.
كريميان من مواليد منطقة قائن، الواقعة في محافظة خراسان جنوبي شرقي إيران. عاش فترة في مخيم أشرف الخاص بأعضاء مجاهدي خلق. وبعد مقتل والده، هاجر مع والدته إلى سويسرا ودرس الهندسة المعمارية هناك، لكنه انتقل في شبابه إلى لوس أنجلس، حيث كان يعمل أخوه هادي كريميان في راديو صوت إيران المعارض، وعملا معاً لسنوات هناك، ومن ثم تركا الولايات المتحدة وانتقلا إلى دبي للعمل في التجارة، بسبب مشكلات عائلية ومالية، وابتعدا عن المعارضة الإيرانية، كما ذكرت بعض المواقع.
أسس كريميان مجموعة قنوات جم والتي حققت نجاحاً كبيراً في الخارج، ويتابعها إيرانيون في الداخل، لكنه كذلك أصبح رجل أعمال. وذكرت مصادر إيرانية أنه في الفترة التي عمل فيها من الإمارات استطاع أن يحقق ارتباطاً بين شركات إيرانية في الداخل وأخرى عالمية.