طقوس مسلمي كينيا في رمضان

19 يونيو 2015
تزدحم المساجد في رمضان للاستماع إلى شرح القرآن الكريم(Getty)
+ الخط -
لشهر رمضان قيمته وأهميته في قلوب وعقول المسلمين في كينيا، التي يمثل فيها المسلمون 30%. ويظلّ لهذا الشهر حضور مميّز ومختلف عن باقي العام، وذلك بسبب روحانياته وبركاته وخيره؛ مما جعل له مذاقا خاصا لدى الأقلية المسلمة في كينيا.

فقبل قدوم شهر رمضان بأيام تزدحم الأسواق لشراء المواد الغذائية وتوفير ما يلزم من مواد مخصصة لهذا الشهر، مثل التمر والعصيدة والعصائر. وبالنسبة للفوائد الروحانية والمادية لشهر رمضان المبارك، فله قيمته الخاصة في حياة المسلمين في كينيا، بحيث تضاء منارات المساجد، وتبث الإذاعات برامج مختلفة فيها ترحيباً بقدوم الشهر، تتخللها المدائح والأذكار الدينية.


ويلاحظ في شهر رمضان ازدحام الناس في المساجد للاستماع إلى شرح وتفسير القرآن الكريم، وإلقاء الدروس الدينية بعد صلاة العصر في المساجد، خصوصاً في المناطق التي يشكل فيها المسلمون أغلبية، كالمدن الساحلية وشمال شرق البلاد.

ويقوم الوعاظ أيضاً بترجمة فورية للأحاديث والآيات القرآنية من اللغة العربية إلى السواحلية التي تعتبر اللغة الأساسية للبلاد، كما تتم إقامة صلاة التراويح في جميع المساجد، مع اختيار أحسن الأئمة صوتا وأجودهم للقرآن لإمامة الناس.

يعتبر الإفطار في المساجد أيضاً ظاهرة فريدة لدى بعض مسلمي كينيا، لا سيما في المناطق الساحلية، وذلك تحسُّبًا لوجود مارة أو عابري سبيل ربما يكونون بعيدين عن منازلهم، أو وجود عُزّاب وأفراد يعيشون بمفردهم في الأحياء والتجمعات السكنية قد لا يتوفر لديهم الوقت أو القدرة للحصول على الإفطار.

وأول ما يقدم للصائم في وجبة الإفطار، وإن اختلفت الثقافات بين المسلمين، هو الوجبات الخفيفة مثل السمبوس المثلث المصنوع من البُر أو البطاطس مع كوب من القهوة. ويعود الناس إلى منازلهم بعد صلاة العشاء والتراويح لتناول العشاء الذي يتكون من أرز ولحم وشعرية. وفي السحور يتناول المسلمون الأرز أو المعكرونة أو العصيدة التي تعتبر الغذاء الأساسي للكينيين.

من الناحية الاجتماعية، يقوم المسلمون في كينيا بتبادل التهاني بمجرد رؤية هلال شهر رمضان، وتنير أضواء الألعاب النارية سماء المدن ذات الأغلبية المسلمة. كما يتم إغلاق المطاعم المملوكة للمسلمين، حيث تفتح أبوابها بعد العصر مباشرة استعداداً للإفطار، حيث يعتبر المسلمون الإفطار والمجاهرة به في نهار رمضان عارًا كبيرًا، يؤدي أحيانا إلى إبعاد المفطر اجتماعياً حتى بعد رمضان.

ومن العادات التي تميز شهر رمضان في كينيا، إيقاظ الصائمين للسحور بالقرع على الطبول، فقبل السحور بقليل يقوم بعض الشباب في كل حي بإيقاظ الناس للسحور بإيقاعات الطبول، تصاحبها أناشيد ومدائح تحث الناس على الصيام والقيام.

(كينيا)
المساهمون