إيمان محمد يوسف ظاهر، طفلة فلسطينية في العاشرة، من دير القاسي في عكا، لكنّها ولدت لاجئة في لبنان بعيدة عن وطنها.
تدرس إيمان في الصف السادس الأساسي في إحدى مدارس بلدة عرمون (قضاء عاليه، جبل لبنان). تلقي القصائد الوطنية، وتكتب الشعر بنفسها أيضاً "فكما تحتاج فلسطين إلى السلاح لتحريرها من العدو، كذلك هي في حاجة إلى القلم والكلمة"، كما تقول. كذلك، تهوى إيمان الكتابة عن الأطفال الذين يقتلهم العدو، ويعتقلهم، ويعذّبهم.
تستعيد حكايات دير القاسي الشهيرة بزراعة الزيتون والدخان. جدتها ووالدها دائماً ما يحدثانها عنها. وهو ما جعلها ترغب بشدة في زيارة بلدها. هي تريد أن تبقى فيها إلى أن يحين أجلها "لكن ما باليد حيلة في ظلّ الاحتلال".
كانت في السابعة عندما بدأت بكتابة الشعر. وبدأت مباشرة في قصيدة عن العرب والقضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني أشارت فيها إلى إمكانية استعادة فلسطين بالاتحاد والعمل المشترك.
تقول إيمان إنّها ملّت من الحرب في وطنها وملّت من رؤية الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا ومعهم كثير من الكبار أيضاً. في بالها أنّ فلسطين يجب أن تكون للفلسطينيين حتى يعيش أطفالها في أمان. تؤكد أنّ وطنها سيعود يوماً ما وأنّ "الصهاينة ليسوا أقوى منا، فإذا اتحدنا يمكننا استرجاع ما أخذ منا". كذلك، توجه رسالة إلى الفلسطينيين الصامدين داخل فلسطين: "الإسرائيليون يخافون منّا. من يعتقل طفلاً ويقتله جبان. جميع أطفالنا في الداخل الفلسطيني وفي خارجه عندما يكبرون سوف يقاتلون الإسرائيليين الذين احتلوا أرضنا وقتلوا أهلنا وشرّدونا من أرضنا".
حلم إيمان أكبر من أن يكون لطفلة في عمرها. هي تحلم في السفر بعيداً عن لبنان: "عندما أكبر، أريد أن أحقق العديد من الأمور، أهمها زيارة وطني فلسطين. لكن، لتحقيق مثل هذا الأمر يتوجب عليّ أن أسافر إلى دولة أوروبية وأدرس المحاماة فيها. عندها سأتمكن من الدفاع عن المظلومين جميعاً وليس فقط أبناء شعبي الفلسطيني". تحلم وتفكر بصوت مرتفع: "إذا حصلت على جنسية دولة أوروبية سأتمكن من السفر إلى فلسطين... ما من وسيلة غيرها للذهاب إلى وطني فالاحتلال يحرمنا من حق العودة". تستغرب إيمان: "في إمكان الأوروبي زيارة بلدي، بينما أنا غير مسموح لي حتى بالتفكير في شمّ رائحته".
في بلدة الناعمة، في إقليم الخروب جنوب جبل لبنان، تعيش إيمان مع أسرتها، بعيدة عن دير القاسي لكن مع حلم الذهاب إليها يوماً ما.