تعرّض نشطاء في حزب "نداء تونس" بمدينة المتلوي إلى الاعتداء بالعنف الشديد والطعن بسكين من قبل مجهولين، خلال قافلة انتخابية في محافظة قفصة في الجنوب الغربي التونسي.
واعترضت مجموعة قافلة دعائية خاصة بحملة قائمة نداء تونس بحي الكاينة التابع لمدينة المتلوي من محافظة قفصة (وسط غرب البلاد)، وتطورت المضايقات وتبادل التهم والشتائم واستفزاز إحدى الفتيات الناشطات في الحزب، ليتطور الأمر إلى الاعتداء بالعنف الشديد على الفتاة عبر ركلها وضربها، كما تم طعنها في رقبتها مما أفقدها الوعي.
كما عمد المعتدون بحسب شهود عيان إلى طعن شاب ثان بسكين في الظهر، وإصابة شاب ثالث بعصا على الكتف والظهر، لتنتهي المشادات العنيفة بنقل المتضررين إلى المستشفى الجهوي حيث تم إسعافهم.
وأكد القيادي بحزب "نداء تونس" محمد بن صوف في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه "تم إيداع شكاية لدى السلطات الأمنية بالجهة لتتبع الجناة، وسوف يتم ملاحقتهم قضائيا للكشف عن العصابات المتورطة في هذه الجرائم ومن يقف وراء العنف السياسي واستهداف الحزب ومناضليه ونشطائه".
وبين بن صوف أن "حملة حزب نداء تونس تتعرض لاستهداف غير مسبوق من خلال استهداف الحزب ومقراته وسياراته ونشطائه دون الحديث عن تمزيق المعلقات والقائمات من قبل عصابات مأجورة"، على حد تعبيره.
وأصدر المدير التنفيذي لحزب "نداء تونس" حافظ قائد السبسي بيانا شدد فيه على "خطورة استهداف نشطاء الحملة الانتخابية لحركة نداء تونس بالعنف"، مشيرا إلى أن "هذه المرة تطورت الأمور إلى "منزلق شديد الخطورة من خلال محاولة القتل العمد التي تعرضت لها الناشطة الشابة في حملة نداء تونس بالمتلوي آية القاسمي، أثناء قيامها بالنشاط الدعائي لقائمة الحركة بالمتلوي، حيث تم طعنها بسكين على مستوى الحنجرة بالإضافة إلى الاعتداء بالعنف الشديد على عدد من مرافقيها من نشطاء الحملة الانتخابية لحركة نداء تونس".
وأضاف بحسب البيان نفسه أن "هذه الممارسات التي تأتي مباشرة بعد ما عرفته ولاية بنزرت من اعتداءات في حق الحملة الانتخابية لحركة نداء تونس تزيدنا قناعة بأن التصدي للعنف وحماية المجتمع والمشهد السياسي منه، ينبغي أن تكون أولوية قصوى للجميع حماية لمسار الانتقال الديمقراطي".
ونددت حركة نداء تونس "بشدة بهذه الممارسات الخطيرة"، مجددة دعوتها لوزارة الداخلية لكشف كل العصابات المتورطة في هذه الأعمال الإجرامية وتقديمها للعدالة، متمسكة بحقها في تتبع الجناة والسير بخطى ثابتة على طريق مواصلة حملتها الانتخابية بثبات دون خوف أو تردد، داعية كل التونسيات والتونسيين إلى المشاركة الكثيفة في الاقتراع يوم الأحد 6 مايو، كرد واضح وصريح على كل من يريد العودة بتونس إلى مربعات العنف والفتنة.
وارتفع منسوب العنف السياسي في تونس مع اقتراب موعد الاقتراع 6 مايو/أيار، وتجاوز تبادل التهم والشتائم الحزب الحاكم ومعارضيه لتلتهم النيران التناحر الانتخابي، وما بقي من علاقة ود بين حزبي الحكم "نداء تونس" و"النهضة".
وبعد أن اتهم المتحدث الرسمي لحزب "نداء تونس" منجي الحرباوي وقوف حليفه "النهضة" وراء أحداث العنف التي استهدفت مقاره وماكينته الانتخابية في بنزرت وماطر، استشاطت قيادات "النهضة" لهذه الاتهامات وردت عليها بالاستنكار.
واشتعل فتيل الاتهامات من جديد بين النائبة عن حزب "نداء تونس" فاطمة المسدي والقيادي بحزب "النهضة" ورئيس كتلتها في البرلمان نور الدين البحيري، حيث اتهمت "النهضة" بالوقوف وراء التيارات المتطرفة وبتسفير الشباب إلى بؤر القتال ليرد عليها البحيري، بأنها فاشلة وتمتهن الباطل والكذب والتسويف.