طريق التجنيد إلى "دولة الخلافة"

07 ديسمبر 2014
+ الخط -
خيوط مترابطة ومتشابكة كثيرة تلك التي كشفت عن نفسها عملية بحث "العربي الجديد" عن وسائل وطرق اعتمدتها جماعات إسلامية متشددة، وعلى رأسها "داعش"، لتجنيد شباب عربي ومسلم مراهق في بعض دول الغرب. 

وتحدث "العربي الجديد" إلى بعض العائدين، الذين يصفون أنفسهم بـ"مجاهدون مساندون للشعب السوري". وعبّر هؤلاء وبصراحة تامة عن أنهم في السنة الأولى لتحول الثورة السورية نحو السلاح سافروا إلى تركيا ومنها دخلوا على أمل "مساعدة الشعب السوري، ورفع الظلم عنه". 

وحسب ما يقوله "أحمد"(اسم مستعار) إمام مسجد في ألمانيا، فإن "الحماسة والشعور بالغبن الذي وقع على السوريين وعدم التدخل لمساعدتهم أمام سيل الجرائم المتدفقة، سافر كثيرون دون أن يكون لديهم لا معرفة بجبهة النصرة ولا غيرها".

وهؤلاء الشباب على ما يذكره "أحمد" كانوا يترددون على المساجد ويعرفون ما يجري في سورية، وبعضهم يبدي رغبته في السفر "وكنا نقول لهم استمعوا لما يقوله السوريون، من أنهم لا يحتاجون المقاتلين بل الدعم والسلاح، بعضهم كان يوافقنا الكلام، لكن سرعان ما نكتشف بأنه سافر". 

أحمد، ليس شخصاً عاديّاً، بل مطلعاً على بواطن الأمور وتفاصيلها في دول متعددة نتيجة انتقاله بينها، فهو يذكر "بأن كثيرين من هؤلاء الشباب المتحمسين، ومنهم من لم يكن ملتزماً دينيّاً، وجدوا أنفسهم أمام معضلة حين بدأ التقاتل بين المجموعات في شمال سورية.

لقد عاد كثيرون منهم مصدوماً، لم يرغب هؤلاء الشباب في أن يساهموا في الاصطفاف إلى أي من التنظيمات المسلحة كجبهة النصرة و"الدولة" حين انفجر الخلاف العلني، وفي الوقت نفسه وجدوا اصطفافات لم تكن كما تصوروها". 

عملية "التجنيد" باتت لاحقاً، وخصوصاً بعد إعلان الخلافة وتراجع شباب من أوروبا عن محاربة أي من الطرفين، تأخذ طريقاً مختلفاً وملتويّاً بحسب مصدرنا "فالثورة السورية، والانقلاب في مصر أشعر بعض هؤلاء الشباب بأن المستهدف هو الإسلام.

أراد هؤلاء التمسك أكثر بدينهم، وانتشرت بسرعة مظاهر التدين بينهم. وبعضهم، ولو أنه من أصول عربية، لم يكن يجيد اللغة العربية. وفي حالات معينة جرى استغلال رغبة هذا الشباب في الاطلاع على الدين واللغة، فسافر بعضهم إلى القاهرة للالتحاق بمدارس دينية وتعلم اللغة العربية. وهناك جرى شيء لا تزال آثاره واضحة، ففي حالة شاب غربي الأب والأم، حيث أعلن إسلامه قبل أشهر من المغادرة إلى القاهرة مع شابين آخرين، اكتشفنا فجأة بأنه تخلى عن المدرسة ورافق شابين، أحدهم جزائري والثاني فيلبيني.

وصار أهل الشاب يراجعون المسجد لأن ابنهم كان يرسل رسائل نصية يدعو فيها أمه إلى الإسلام، وتبين بأنه جرى تجنيده في القاهرة وأرسل إلى العراق عبر سورية". 

والنقاش لا يزال مستمراً في الأروقة الأمنية عن أسباب تحول الشاب من "طالب علم في القاهرة" إلى انتحاري داعشي في العراق.
المساهمون