تزداد المعاناة في مديريّتي بيحان وعسيلان في محافظة شبوة (شرق اليمن)، جرّاء المواجهات المسلّحة التي أدّت إلى قطع الطرقات، وعدم قدرة المواطنين على التنقل بحريّة. ومنذ مارس/ آذار الماضي، يعاني الأهالي في المديريّتين بسبب عدم توفّر عدد من الخدمات، ما دفع كثيرين إلى مغادرتهما.
يوضح الموظّف في مكتب التربية في مديرية بيحان، محمد الفاطمي، أنّ "قطع الطريق الذي يربط بين مديريّتي بيحان وعسيلان هو حصار، إذ حدّ من تنقّلات المواطنين". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "التنقّل في هذه المناطق قد يكلّف المواطن حياته. ومن يرغب في الانتقال من مديرية بيحان إلى عَتَق (عاصمة محافظة شبوة)، يتوجّب عليه المرور في مكان خطر للغاية، أي منطقة "عقبة القنذع" في مديريّة نَعمان التابعة لمحافظة البيضاء، والتي يطلق عليها الأهالي "عقبة أو منحدر الموت"، نظراً إلى وعورة الطريق وكثرة الحوادث فيها. يُذكر أنّ المرور فيها يتطلّب مركبات رباعيّة الدفع. ويتابع أنّ "المسافر ينتقل من بيحان إلى عتق، ثمّ محافظة البيضاء ومأرب وصحراء الربع الخالي، مروراً في منطقة العبر ليصل إلى عتق خلال عشر ساعات، بمسافة تقدّر بأكثر من 500 كيلومتر. أمّا الطريق الآخر، أي من خلال مديرية عسيلان، فيحتاج إلى ساعتين فقط".
ويشير الفاطمي إلى أنّ "أبناء مديريّة عسيلان يعانون خلال تنقّلهم، بسبب سيطرة قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على جزء من المديرية، وسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيّين) على الجزء الآخر. وفي حال أراد أحد أبناء المديرية زيارة أقربائه في المنطقة الأخرى، فيجب أن يمرّ بمحافظتَي البيضاء ومأرب".
وعن الوضع الصحّي في المديريّتين، يؤكد الفاطمي وفاة شخصين الأسبوع الماضي في مستشفى بيحان الحكومي، لعدم توفّر الإمكانات، وعدم قدرة المرضى على السفر للعلاج. كذلك، توفي مريض آخر بسبب إصابته بالفشل الكلوي على الطريق خلال نقله إلى أحد مستشفيات محافظة حضرموت. ويلفت إلى "توقّف مستوصفَي الحكمة وبيحان عن العمل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفّرها أحياناً".
وكانت أسر كثيرة قد نزحت من مديريّة عسيلان إلى عاصمة المحافظة عتق ومحافظتي حضرموت ومأرب المجاورتين بسبب الحرب. يُذكر أنّ مديريّة بيحان لا تعاني من مواجهات عسكريّة، إلّا أنّها محاصرة.
اقــرأ أيضاً
من جهة أخرى، يؤكّد المدرّس في مديريّة عسيلان، ناجي الشماخ، أنّ "العمليّة التعليميّة توقّفت مع نهاية الفصل الدراسي الأوّل، من جرّاء الحرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعيّة والحوثيّين، الذين يتقاسمون المديريّة". لكنّه يشير إلى استئناف الدراسة مجدّداً مع بداية الفصل الدراسي الجديد. يضيف الشماخ لـ "العربي الجديد" أنّ "قراراً اتّخذ بالتشاور مع مكتب التربية في عاصمة المحافظة، لاعتماد درجات الفصل الدراسي الأول من العام الماضي لجميع التلاميذ كمعدّل نهائي للعام".
وعن التعليم في بيحان، يحذّر الشماخ من "استمرار الأوضاع على ما هي عليه وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، إذ إنّ ذلك يؤثر على استمرارية العملية التعليمية"، لافتاً إلى أن "ثانوية بيحان تغطي مناطق متباعدة عدّة ويحتاج التلاميذ إلى وسائل نقل".
إلى ذلك، تأثّرت الزراعة في مديريّة بيحان التي يعتمد سكانها بغالبيتهم عليها، من جرّاء المواجهات وارتفاع أسعار المشتقّات النفطيّة التي تساعد على استخراج المياه من باطن الأرض. ويوضح المزارع عوض الحبيشي، وهو من وادي بيحان، أنّه اضطر إلى تقليص المساحة التي يزرعها بسبب عدم قدرته على توفير الوقود. يقول لـ "العربي الجديد": "لدينا في وادي بيحان أكثر من أربعة آلاف بئر مياه. لكنّني ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، اضطررت هذا العام إلى تقليص المساحة الزراعية لمحصول القمح والشعير، خشية عدم قدرتي على توفير كلفة إنتاج المحصول". ويبيّن الحبيشي أنّ "تكلفة نقل المحاصيل ارتفعت كثيراً بسبب قطع الطرقات، الأمر الذي أجبر المزارعين على عرض منتجاتهم في أسواق المديرية بأسعار زهيدة". ويوضح أنّ "المزارع بالكاد يبيع كيس البصل الأحمر بـ 500 ريال يمني (دولاران أميركيان اثنان)، علماً أنّه كان يصدّر إلى الخارج قبل اندلاع الحرب. وهو ما جعل أكثر من نصف المزارعين يمتنعون عن الزراعة هذا العام". يضيف: "على الرغم من أنّ هذه الأيّام وحتّى بداية الشهر المقبل، تعدّ أفضل أيام السنة للزراعة في وادي بيحان، إلّا أنّ مزارعين كثيرين لا يزرعون".
تسهيل حركة اليمنيين
دعا أمين عام المجلس المحلّي في محافظة شبوة، عبد ربه هشله، في وقت سابق، إلى تسهيل حركة المواطنين وفتح الطرقات في المناطق التي تحتدم فيها المواجهات المسلحة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "كلّ الأطراف مُطالبة بالتعاون لرفع المعاناة عن الأهالي والكفّ عن إعاقة تنقلاتهم"، مشيراً إلى أنّ "القضيّة إنسانية بالدرجة الأولى".
اقــرأ أيضاً
يوضح الموظّف في مكتب التربية في مديرية بيحان، محمد الفاطمي، أنّ "قطع الطريق الذي يربط بين مديريّتي بيحان وعسيلان هو حصار، إذ حدّ من تنقّلات المواطنين". يضيف لـ "العربي الجديد" أنّ "التنقّل في هذه المناطق قد يكلّف المواطن حياته. ومن يرغب في الانتقال من مديرية بيحان إلى عَتَق (عاصمة محافظة شبوة)، يتوجّب عليه المرور في مكان خطر للغاية، أي منطقة "عقبة القنذع" في مديريّة نَعمان التابعة لمحافظة البيضاء، والتي يطلق عليها الأهالي "عقبة أو منحدر الموت"، نظراً إلى وعورة الطريق وكثرة الحوادث فيها. يُذكر أنّ المرور فيها يتطلّب مركبات رباعيّة الدفع. ويتابع أنّ "المسافر ينتقل من بيحان إلى عتق، ثمّ محافظة البيضاء ومأرب وصحراء الربع الخالي، مروراً في منطقة العبر ليصل إلى عتق خلال عشر ساعات، بمسافة تقدّر بأكثر من 500 كيلومتر. أمّا الطريق الآخر، أي من خلال مديرية عسيلان، فيحتاج إلى ساعتين فقط".
ويشير الفاطمي إلى أنّ "أبناء مديريّة عسيلان يعانون خلال تنقّلهم، بسبب سيطرة قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على جزء من المديرية، وسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيّين) على الجزء الآخر. وفي حال أراد أحد أبناء المديرية زيارة أقربائه في المنطقة الأخرى، فيجب أن يمرّ بمحافظتَي البيضاء ومأرب".
وعن الوضع الصحّي في المديريّتين، يؤكد الفاطمي وفاة شخصين الأسبوع الماضي في مستشفى بيحان الحكومي، لعدم توفّر الإمكانات، وعدم قدرة المرضى على السفر للعلاج. كذلك، توفي مريض آخر بسبب إصابته بالفشل الكلوي على الطريق خلال نقله إلى أحد مستشفيات محافظة حضرموت. ويلفت إلى "توقّف مستوصفَي الحكمة وبيحان عن العمل بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وعدم توفّرها أحياناً".
وكانت أسر كثيرة قد نزحت من مديريّة عسيلان إلى عاصمة المحافظة عتق ومحافظتي حضرموت ومأرب المجاورتين بسبب الحرب. يُذكر أنّ مديريّة بيحان لا تعاني من مواجهات عسكريّة، إلّا أنّها محاصرة.
من جهة أخرى، يؤكّد المدرّس في مديريّة عسيلان، ناجي الشماخ، أنّ "العمليّة التعليميّة توقّفت مع نهاية الفصل الدراسي الأوّل، من جرّاء الحرب بين القوات الموالية للحكومة الشرعيّة والحوثيّين، الذين يتقاسمون المديريّة". لكنّه يشير إلى استئناف الدراسة مجدّداً مع بداية الفصل الدراسي الجديد. يضيف الشماخ لـ "العربي الجديد" أنّ "قراراً اتّخذ بالتشاور مع مكتب التربية في عاصمة المحافظة، لاعتماد درجات الفصل الدراسي الأول من العام الماضي لجميع التلاميذ كمعدّل نهائي للعام".
وعن التعليم في بيحان، يحذّر الشماخ من "استمرار الأوضاع على ما هي عليه وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، إذ إنّ ذلك يؤثر على استمرارية العملية التعليمية"، لافتاً إلى أن "ثانوية بيحان تغطي مناطق متباعدة عدّة ويحتاج التلاميذ إلى وسائل نقل".
إلى ذلك، تأثّرت الزراعة في مديريّة بيحان التي يعتمد سكانها بغالبيتهم عليها، من جرّاء المواجهات وارتفاع أسعار المشتقّات النفطيّة التي تساعد على استخراج المياه من باطن الأرض. ويوضح المزارع عوض الحبيشي، وهو من وادي بيحان، أنّه اضطر إلى تقليص المساحة التي يزرعها بسبب عدم قدرته على توفير الوقود. يقول لـ "العربي الجديد": "لدينا في وادي بيحان أكثر من أربعة آلاف بئر مياه. لكنّني ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، اضطررت هذا العام إلى تقليص المساحة الزراعية لمحصول القمح والشعير، خشية عدم قدرتي على توفير كلفة إنتاج المحصول". ويبيّن الحبيشي أنّ "تكلفة نقل المحاصيل ارتفعت كثيراً بسبب قطع الطرقات، الأمر الذي أجبر المزارعين على عرض منتجاتهم في أسواق المديرية بأسعار زهيدة". ويوضح أنّ "المزارع بالكاد يبيع كيس البصل الأحمر بـ 500 ريال يمني (دولاران أميركيان اثنان)، علماً أنّه كان يصدّر إلى الخارج قبل اندلاع الحرب. وهو ما جعل أكثر من نصف المزارعين يمتنعون عن الزراعة هذا العام". يضيف: "على الرغم من أنّ هذه الأيّام وحتّى بداية الشهر المقبل، تعدّ أفضل أيام السنة للزراعة في وادي بيحان، إلّا أنّ مزارعين كثيرين لا يزرعون".
تسهيل حركة اليمنيين
دعا أمين عام المجلس المحلّي في محافظة شبوة، عبد ربه هشله، في وقت سابق، إلى تسهيل حركة المواطنين وفتح الطرقات في المناطق التي تحتدم فيها المواجهات المسلحة. ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ "كلّ الأطراف مُطالبة بالتعاون لرفع المعاناة عن الأهالي والكفّ عن إعاقة تنقلاتهم"، مشيراً إلى أنّ "القضيّة إنسانية بالدرجة الأولى".