طرد توريس وتغييرات إنريكي..عوامل أثرت على قمة برشلونة وأتليتكو

06 ابريل 2016
إقصاء توريس وحوار تكتيكي بين إنريكي وسيميوني (getty)
+ الخط -
حقق برشلونة انتصارا صعبا على حساب الأتليتي، في الجولة الأولى من مباراتي الفريقين، ضمن ربع نهائي دوري الأبطال لهذا الموسم، في لقاء ناري من الدقيقة الأولى، مع أحداث مشتعلة كعادة اللقاءات الأخيرة، مع التأكيد على الحسم في ملعب فيستني كالديرون، أربعاء القوة في العاصمة الإسبانية مدريد.

تفوق سيميوني
تفوق سيميوني بوضوح في الشوط الأول، من خلال اختياره طريقة لعب مثالية، لم يدافع بشكل مبالغ فيه، ولم يغامر في الهجوم، بل لعب بأسلوب خططي متوازن، في الجمع بين جابي وكوكي في العمق، لاعب ارتكاز دفاعي صريح وآخر ممرر بارع، مع انتشار ساؤول وكاراسكو على الأطراف، خلف الثنائي الهجومي المتقدم، جريزمان وتوريس أمام برشلونة.

أعطى هذا التوزيع عمقا أكبر لفريق العاصمة، لأنه نجح في إغلاق الطرفين بثنائي أمام نيمار وألفيش، مع عودة ساؤول كثيرا للعمق، وتحول جريزمان إلى الطرف، لصنع ثلاثية الارتكاز في منطقة الوسط، وجعل جابي لاعبا حرا يستطيع مراقبة ليو ميسي أينما ذهب، مع انتظار الفراغ المطلوب، كما فعل ريال مدريد في الدقائق الأخيرة من الكلاسيكو.

في المقابل، عانى وسط برشلونة من ضعف واضح، إنيستا لا يدافع بشكل مميز، وراكيتيتش منشغل بين الأطراف والعمق، وبوسكيتس يغطي مساحات أكبر أمام الدفاع، حتى جاء هدف توريس الأول، نتيجة تباطؤ واضح من بوسكي في الضغط على كوكي، وميل راكي إلى اليمين بدون مبرر، مما جعل لاعب أتليتكو يحصل على الكرة بأريحية، وبمجرد صعود بيكيه لمقابلته، مررها حريرية إلى توريس الذي أسكنها الشباك مدوية.

نقطة التحول
تمثل دقيقة طرد توريس نقطة التحول في المباراة، لأن المهاجم الإسباني مميز جدا أمام برشلونة، ويستطيع تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وفي حالة استمراره في بقية اللقاء، لربما نجح في تسجيل هدف آخر، نتيجة المساحات المتوقعة خلف الدفاع وأمام شتيغن، لكن خروجه ولعب فريقه بعشرة لاعبين، جعل الأمر صعبا أمام فريق بقيمة برشلونة.

تعامل أصحاب الأرض في الشوط الثاني مع النقص العددي بذكاء شديد، من خلال اللعب بأربعة خطوط كاملة، وتمديد الملعب طوليا وعرضيا أمام دفاعات الأتليتي، من خلال اللعب بدفاع متقدم كخط أول، ثم إنيستا وراكيتيتش / رافينيا في الخط الثاني، خلف ميسي ونيمار صناع اللعب، رفقة الأظهرة المتقدمة كأجنحة، وفي الخط الأخير الهداف سواريز.

وبدأت عملية تدوير الكرات تتم بشكل أسرع، من خلال مهارات نيمار على اليسار، وتوزيعات إنيستا بين الخطوط، مع نقل اللعب من جنب إلى آخر، لتصل الكرة إلى داني ألفيش وحيدا على الخط، البرازيلي هو الرجل الحر الذي أرسل كرات عديدة داخل منطقة الجزاء، ليأتي منها هدف التعادل ثم الفوز، عن طريق تواجد أكبر عددد ممكن من اللاعبين داخل منطقة الجزاء، سواريز ومن خلفه ميسي، نيمار، وبيكيه المتقدم بدون رقابة.

تغييرات سلبية
كان بمقدور برشلونة إضافة هدف ثالث في الدقائق المتبقية، خصوصا مع إرهاق دفاع أتليتكو، لكن تغييرات إنريكي ارتضت بالتعادل، فرافينيا عائد من إصابة طويلة، ولم ينجح في مواكبة سرعة المباراة، كذلك خروج إنيستا ودخول توران لم يضف أي شيء جديد، مع بطء التركي في التعامل بالكرة، مع قلة حركته من دونها، مما جعل الهجمات أقل على الأطراف.

وحتى مع انخفاض مستوى بوسكيتس خلال المباراة، كانت عملية التخلي عن لاعب الارتكاز أمرا غير موفق، بسبب دوره الواضح في بناء الهجمات، والضغط المبكر على حامل الكرة من المنافس، بكل تأكيد روبرتو استحق اللعب في هذه المباراة، لكن كان أفضل تواجده مكان رافينيا، من أجل سرعة أكبر في التحولات على اليمين.

في النهاية، تعتبر هذه النتيجة جيدة للفريقين، حتى في ظل خسارة أتليتكو، وتزيد تعقيد الأمور قبل مباراة العودة، في ظل تشابه حظوظ الفريقين، مع توقع إياب ناري في كل شيء، وتبقى كل الأمور بين أقدام اللاعبين وعقول المدربين، في مباراة لن تقبل أبدا أنصاف الحلول!
المساهمون