طارق الوزير: يمني ينافس على منصب رئيس حكومة ولاية ألمانية

23 أكتوبر 2018
يتمتع الوزير بشعبية كبيرة(Getty)
+ الخط -

يُرجَّح تولي المرشح الرئيسي لحزب "الخضر" الألماني، نائب رئيس الحكومة وزير الاقتصاد والطاقة والنقل، اليمني الأصل طارق محمد الوزير، منصب رئيس الوزراء في ولاية هيسن، التي تتحضر في 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لانتخابات برلمانية جديدة، مع ما قد يحققه حزبه من تقدم في الأرقام وآراء الناخبين، وفقاً لاستطلاعات الرأي.

وهذه النتيجة تضيّق الطريق على مرشح حزب المستشارة انجيلا ميركل "المسيحي الديمقراطي"؛ رئيس الوزراء الحالي فولكر بوفييه، ما يجعل الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، بينها أن يقرر "الخضر" اعتماد توجهات وتحالفات سياسية جديدة في ائتلاف حكومي بفعل الستاتيكو المستجد.

وترجح توقعات إمكانية تحالف "الخضر" مع "الاشتراكي اليساري" والانسحاب من التحالف القائم منذ العام 2013 مع "المسيحي الديمقراطي"، بعدما كرس "الخضر"، نفسه ثاني أقوى حزب في ولاية هيسن بنسبة 22 بالمائة، ما يجعه حظوظ طارق محمد الوزير لتولي منصب رئيس حكومة الولاية، مرتفعة، باعتباره أكثر السياسيين شعبية في حزب "الخضر".

ولد الوزير عام 1971 في اوفنباخ ام ماين، الواقعة ضمن ولاية هيسن، من أب يمني وأم ألمانية قبل أن ينفصلا وهو في الثالثة من عمره.

ويشاع أن دائرة الأحوال الشخصية في ألمانيا رفضت بداية تسجيله باسمه الحالي بحجة أنه يتعذر التمييز بين ما إذا كان ذكراً أم أنثى، مقترحين إضافة اسم ألماني على اسمه، إلا أن والديه رفضا الأمر وأضافا اسم محمد للتدليل على أنه ذكر.

زار الوزير اليمن لأول مرة، وهو في عمر العشر سنوات، قبل أن يقرر في العام 1987 وهو في سن الرابعة عشر، أن يستقر في صنعاء لمدة عامين.

وفي صنعاء، درس في مدرسة دولية وتعلم الانكليزية والعربية، ليعود بعدها إلى ألمانيا ويستقر نهائياً مع والدته.

في العام 1989 قرر الانضمام إلى حزب "الخضر"، قبل تخرجه من المدرسة الثانوية وانخراط في جامعة "يوهان فولفغانغ غوته" في فرانكفورت ام ماين، لينال بعدها دبلوم العلوم السياسية.

بعد عامين انتخب الوزير مسؤولاً لمنظمة شباب "الخضر" في هيسن. وفي العام 1995 انتخب نائباً لأول مرة في برلمان الولاية وكان حينها الأصغر سناً وحافظ على نيابته حتى العام 2017.

كما ترأس الوزير كتلة "الخضر" في برلمان هيسن بين أعوام 2000 و2014، قبل أن ينضم إلى مجلس الولايات "البوندسرات" في العام 2014.

وتعرض الوزير في حياته السياسية وخلال شبابه للتمييز العنصري لكون والده من أصول مهاجرة، ووصل الأمر إلى حد دعوته من قبل أحد المحافظين بالعودة الى العاصمة اليمينة صنعاء، وخلال الحملات الانتخابية للأحزاب المحافظة، تم التحريض ضده لكونه مواطناً أجنبياً. لكن الحزب وعلى مر السنوات الماضية تجاوز كل هذه الأمور.

يتمتع الوزير، الأب لولدين، بصفات وخصال مميزة مكنته من فرض حضوره المحبب بين زملائه في الحزب، وهو المعروف بلباقته وبموهبة خطابية وثقة بالنفس، وهو ما تعلمه من قدوته القيادي في الخضر ونائب المستشار الأسبق يوشكا فيشر.

دلالات