كثف النظام السوري، وحزب الله اللبناني من هجماتهما الجوية والبرية على قرى وادي بردى خاصة بسيمة وعين الفيجة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
واستهدفت الحملة العسكرية المستمرة لليوم السادس على التوالي، بلدتي عين الفيجة وبسيمة بأكثر من عشرين غارة، طاول بعضها مركز نبع الفيجة في بلدة عين الفيجة، والذي يؤمن معظم احتياجات مدينة دمشق من المياه.
وذكرت الهيئة في وادي بردى أن الطيران المروحي التابع للنظام السوري ألقى 4 براميل متفجرة على عين الفيجة، بينما واصلت قناصة ورشاشات قوات النظام الثقيلة والمتوسطة استهداف قريتي عين الفيجة وبسيمة، لقطع الطرقات بينهما ومع بقية قرى الوادي، ما أدى الى الحد من حركة النزوح عن البلدتين، والتي شهدت، خلال الأيام الأخيرة، نشاطاً كبيراً.
وقال الناشط، عمر الشامي، لـ"العربي الجديد"، إن هذا القصف هو الأعنف، حتى الآن، وقد تسبب في سقوط قتلى وعشرات الجرحى، حيث تضغط قوات النظام على مقاتلي فصائل المعارضة في المنطقة لتسليم أسلحتهم والرحيل إلى شمال سورية، الأمر الذي ترفضه بشدة فصائل المعارضة والأهالي على السواء.
وأوضح الشامي أن القصف يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية، حيث تشهد المنطقة انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات، فضلاً عن فقدان مادة الخبز. كما تم تسجيل أول حالة وفاة لطفل رضيع في بلدة دير مقرن بسبب عدم توفر الرعاية الصحية. وأشار الى أن آلاف المدنيين نزحوا خلال الأيام الماضية، من قرى بسيمة ودير مقرن وعين الفيجة وكفر الزيت والحسينية نحو قرى كفر العواميد وبرهليا والسوق.
لكن في المقابل، أكد الشامي، أنّ قوات النظام لم تحقق أي تقدم في حملتها العسكرية، مشيراً الى أن مقاتلي المعارضة في بلدة الحسينية، شنوا هجوماً على مواقع لـ"حزب الله" وقتلوا 15 عنصراً منهم.
كما لفت إلى أن طائرات النظام استهدفت مجدداً اليوم بالصواريخ والبراميل المتفجرة نبع عين الفيجة، ما تسبب بدمار كبير في المنطقة، وحدوث تصدعات في أنابيب نقل المياه وأرض المنشأة.
وأدى استهداف منشآت نبع الفيجة إلى فيضان مياه نهر بردى في منطقة الربوة في العاصمة السورية دمشق، حيث أدى القصف إلى تحول مياه نبع عين الفيجة إلى نهر بردى، وترافق ذلك مع هطول كثيف للأمطار، ما تسبب بفيضان النهر، وتدفق مياهه إلى الشوارع.
وكانت قوات النظام قد قصفت في وقت سابق، القناة الرئيسية التي تضخ المياه إلى العاصمة دمشق من منطقة وادي بردى.
ويقول ناشطون، إن النبع تعرض، خلال الأيام الماضية، لأكثر من 50 برميلاً متفجراً، و200 قذيفة ومدفعية ودبابة، جراء العمليات العسكرية في وادي بردى، حيث تحاول قوات النظام التقدم عبره من محور بسيمة بهدف حصار قرى منطقة وادي بردى التي تضم أكثر من 100 ألف نسمة.
من جهةٍ أخرى، قصفت طائرات حربية مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ما أسفر عن مقتل رجل واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين.