ضغوط إيرانية لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية

04 ابريل 2016
إيران وأميركا تدخلان على خط الأزمة السياسية بالعراق (الأناضول)
+ الخط -
شهدت قضية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، التي طرحها رئيس الحكومة، حيدر العبادي، على البرلمان، تصعيدا سياسيا ملحوظا، اليوم الاثنين، بعد دعوة "ائتلاف الوطنية"، بزعامة إياد علاوي، بشمول العبادي بالتغيير الجديد، وتلويح "ائتلاف متحدون"، الذي يرأسه أسامة النجيفي، باللجوء إلى المعارضة، فيما أكدت مصادر سياسية عراقية وجود ضغوط إيرانية، ووساطات أميركية، لإيجاد حل لأزمة تشكيل الحكومة.

وقال مسؤول عراقي لـ"العربي الجديد"، إن وفدا إيرانيا رفيع المستوى وصل إلى بغداد اليوم، لإجراء مشاورات مع الكتل السياسية المختلفة المنضوية ضمن "التحالف الوطني" حول تشكيلة حكومة العبادي الجديدة، مبينا أن الوفد سيضغط على الأطراف المعنية للاتفاق على حكومة جديدة لتخوّف إيران من انفراط عقد التحالف الحاكم بالبلاد.

وأضاف المصدر أن "زيارة الوفد الإيراني تزامنت مع وصول ممثل الرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، إلى العراق"، متوقعا أن تلعب واشنطن دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، لافتا الى أن إيران ستلعب على ورقة توحيد موقف كتل التحالف، مع إصرارها، في الوقت نفسه، على استبعاد الشريف علي ابن الحسين من قائمة الترشيحات الجديدة للتشكيلة الوزارية، والذي ورد اسمه كوزير للخارجية، فيما تخشى واشنطن من أن يؤدي انهيار الحكومة إلى إضعاف وتيرة الحرب وتخفيف الضغط على تنظيم "الدولة الإسلامية".


من جانبه، دعا نائب الرئيس العراقي السابق، وزعيم "ائتلاف الوطنية"، إياد علاوي، إلى شمول رئيس الحكومة، حيدر العبادي، والهيئات المستقلة، بالتغيير الوزاري الجديد، مؤكدا، في بيان، تمسكه بضرورة الإصلاح الجذري، لإنقاذ العراق والتخفيف من محنته السياسية والاقتصادية.

وحذر علاوي من محاولة بعض الأطراف السياسية مصادرة عملية الإصلاح، وتحويلها إلى مجرد تبديل للوجوه، مطالبا بالاتفاق على خارطة طريق حقيقية للتغيير والخروج من الطائفية السياسية والمحاصصة "التي أصبحت مرفوضة من الجميع"، حسب قوله.

إلى ذلك، رفض "ائتلاف متحدون"، الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي السابق، أسامة النجيفي، اليوم الاثنين، التغيير الوزاري الذي أعلنه العبادي الخميس الماضي، ملوحا بمقاطعة الحكومة واللجوء للمعارضة إذا لم يتم إشراك الكتل السياسية في عملية تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الائتلاف، في بيان، إن "النجيفي ترأس اجتماعا استثنائيا للائتلاف لمناقشة التشكيلة الحكومية الجديدة"، محذرا من استغلال عنوان الإصلاح "من أجل تعزيز هيمنة حزب معيّن، على حساب الآخرين".

وذكر البيان أن "التغيير الشامل يجب أن لا يستثني أحدا من الكابينة الوزارية، وعلى الكتل السياسية مهمة اختيار مرشحيها من ذوي الخبرة والاختصاص"، مشيرا إلى أن الإصرار على تجاهل القوى السياسية، وسلب استحقاقات المكونات، سيدفع "ائتلاف متحدون" إلى مقاطعة الحكومة المقبلة، وتبني موقف المعارضة، خدمة للشعب العراقي.


وفي سياق متصل، أعلن رئيس "ائتلاف المواطن"، عمار الحكيم، عن تسليمه مبادرة للإصلاح الوطني إلى رئيس البرلمان، سليم الجبوري، معتبرا، في بيان، هذه المبادرة "طوق نجاة" للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

وأوضح الحكيم أنه بحث مع الجبوري وعدد من قيادات "تحالف القوى العراقية"، الأوضاع السياسية، والتعديل الوزاري، مطالبا بحلول جذرية، بعيدا عن الترقيع، مشددا على أن "مبادرة الإصلاح الوطني حظيت بموافقة عدد من القوى السياسية في البلاد، وتضمنت خارطة طريق لتشكيل حكومة تكنوقراط، وتجاوز الانسداد السياسي الحالي"، مشيرا إلى أن المبادرة تدعو لمناقشة الأسماء التي رشحها العبادي للحكومة الجديدة.

وأعلن رئيس البرلمان العراقي، اليوم، عن توزيع السير الذاتية للمرشحين للوزارات في الحكومة الجديدة، ووجّه اللجان البرلمانية لدراستها، حسب الاختصاص.