ضرائب الاحتلال والحصار يعرقلان تربية الدواجن في غزة

16 مايو 2014
حجم قطاع الدواجن 143 مليون دولار سنوياً (GETTY)
+ الخط -
يعتمد المواطن الغزي محمد ياسين (36 عاماً)، على مزرعة الدواجن المتوسطة الحجم التي يمتلكها، في تدبير أعباء الحياة الصعبة في قطاع غزة المحاصر، ومثله العشرات الذين بدأوا مؤخراً في تربية الدواجن لبيعها في الأسواق وللتجار المحليين.

وياسين الذي يعمل موظفاً حكومياً براتب متدنّ، وجد في تربية الدواجن ملاذاً آمناً ومضموناً ليكسب منه ما يعينه على تأمين لقمة العيش... حالة محمد ليست فريدة، إذ إن تربية الدواجن تشهد نمواً ملحوظاً في غزة، وتشكل نسبة 36 في المئة من الناتج الزراعي في القطاع، بقيمة تصل الى 143 مليون دولار سنوياً... إلا أن قطاع تربية الدواجن يعاني العديد من العراقيل، أبرزها الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.


خسائر بسبب الأسعار

يقول محمد ياسين لـ"العربي الجديد" إنه موظف حكومي مقترض من البنك، وفي ظل حسم جزء من راتبه شهرياً، لا يستطيع الوفاء بجميع التزامات أسرته، لذلك جهّز في منزله مزرعة للدواجن مساحتها 160 متراً تضم بين جنباتها في كل فوج، 1500 "صوص".

ويوضح محمد الذي يعيل أسرة من ستة أبناء، أنه يُربي في مزرعته المتواضعة الدواجن بشكلٍ مستمر، باستثناء الفترات التي يتم فيها اغلاق المعابر الاسرائيلية ويُمنع ادخال الصيصان إلى غزة.

أما محمد الجدبة، من حي التفاح شرقي مدينة غزة، فيشكل مشروع تربية الدواجن مصدراً أساسياً له يعتاش منه. غير أنه يشكو من تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المحلية وتعرّض مربيها في بعض الأحيان إلى خسائر مادية.

ويقول الجدبة لـ"العربي الجديد" إن مردود تربية الدواجن يزيد في بعض الأحيان وينقص في أحيان أخرى، مشيراً إلى حاجة الدواجن للعناية والاهتمام، وأنه في بعض الأحيان يربي فوجاً من الدواجن، لكنه يصاب بالمرض ويَنفق كله.

ويلفت إلى أن هامش الربح مرتبط في أسعار الدواجن بالأسواق التي يتحكم بها التجار وحركة العرض والطلب.


توسّع القطاع

ويشهد قطاع تربية الدواجن نمواً ملحوظاً في غزة، ويؤكد المدير العام للتسويق والمعابر في حكومة غزة، تحسين السقا، أن قطاع الدواجن يُشكّل ما نسبته 36% من ناتج قطاع غزة الزراعي، بقيمة تصل إلى أكثر من 143 مليون دولار سنوياً.

ويوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الكمية الإجمالية للاستهلاك الشهري الفعلي لقطاع غزة من الدواجن، تبلغ 3 ملايين و400 ألف كيلو، بسعرٍ يتجاوز الـ 34 مليون شيقل (عشرة ملايين دولار)، فيما يصل الاستهلاك السنوي إلى 120 مليون دولار.

ويلفت السقا إلى أن عدد مزارع الدواجن في قطاع غزة يصل إلى 1200 مزرعة، إلى جانب اعتماد مربي الدواجن على مهن أخرى كصناعة العلف واستيراده، لافتاً إلى أن القطاع يستخدم حوالي 100 ألف طن من الأعلاف، ثلثها يتم إنتاجه في غزة، بقيمة 70 مليون دولار.


عراقيل إسرائيلية

وعلى الرغم من أهمية قطاع تربية الدواجن للغزيين، إلا أن ثمة بعض العراقيل التي تواجهه، والتي يلخصها السقا، بإغلاق المعابر مع الاحتلال الإسرائيلي بدواع أمنية وفي الأعياد اليهودية، ما يعرقل وصول البيض إلى غزة.

ويوضح السقا، أن ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الخام التي تأتي من إسرائيل، عامل معرقل للنشاط الاقتصادي، مشيراً في الوقت ذاته إلى ارتفاع أسعار الشحن والنقل والضرائب الباهظة التي يفرضها الاحتلال على الشاحنات وحمولتها.

دلالات
المساهمون