وأكد ضابطا الصف أن مسؤوليهما أخبروهما أنهما في "مهمة لاعتقال مسؤول رفيع في منظمة إرهابية، دون الكشف عن هويته".
وقامت شعبة مكافحة الإرهاب بمديرية أمن إزمير، بتسجيل إفادة ضابطي الصف سركان ألجين، وسلمان جانكايا، اللذين كانا يخدمان بوحدة البحث والإنقاذ الحربية، في قيادة قاعدة تشغيل الجوية الثانية، بولاية إزمير، غرب البلاد.
وأشار ألجين إلى أن مسؤوليه استدعوه، يوم الانقلاب، إلى القاعدة، حيث رأى بعض رفاقه يجهّزون عتادهم، وأخبرهم أحد الضباط أنهم "سيذهبون لاعتقال مسؤول رفيع في منظمة إرهابية، وأن مهمتهم في غاية الأهمية، وثمة احتمال كبير لاستشهادهم، وأن فريقاً عسكرياً سيأتي من إسطنبول لإطلاعهم على تفاصيل العملية".
وأضاف أنهم أكملوا استعداداتهم وحملوا عتادهم وأسلحتهم، حيث جاء إليهم ضابط من القوات الخاصة برتبة رائد، لكن الأخير تحدث بالهاتف، ثم أخبرهم أن موقع العملية قد تغيّر، وأنهم لا يمتلكون صوراً للموقع المستهدف، لكنه أكد أن الهدف فندق، يضم عدداً من الفلل، وأن العملية تقتضي أن يقوموا بتفتيش جميع تلك الفلل.
وأشار ألجين إلى أن العملية كانت تفتقر إلى خطة تفصيلية واضحة، لأن المنطقة كانت غير معروفة، موضحاً أنهم توجهوا بعد ذلك نحو مروحية، وبرفقته خمسة أشخاص، حيث جاء جنرال إليهم، وأخبرهم أن الجيش سيطر على مقاليد الحكم في البلاد، مشيراً إلى أنهم لم يكونوا على علم بالأمر، لأنهم سبق أن أغلقوا هواتفهم النقالة، وسلموها للاستعلامات في القاعدة، مضيفاً أنهم انطلقوا إلى متن المروحية وهم مصدومون، ولكن دون أن يعترض أحد.
وتابع أن المروحيات انطلقت بهم إلى فندق بمنطقة مرمريس، وأن القوات الخاصة كانت تتقدمهم، وأنهم وفروا لها الحماية من الخلف، مشيراً إلى أن القوات الخاصة أخرجت عدداً من أفراد الشرطة كانوا بداخل الفندق، لكن الرئيس كان قد غادر المكان.
وأضاف أن الرائد جاء مسرعاً إليهم، وأخبرهم بضرورة مغادرة المكان فوراً، لأن قوات خاصة من الشرطة متوجهة إلى المكان، لتندلع اشتبكات بين الجانبين، ليتمكن هو من الفرار.
من جهته، أكد جانكايا أن ضابطهم أخبرهم أن العملية التي سيشاركون فيها ستشهد اشتباكات حتمية، وأنهم سيقبضون على زعيم منظمة "إرهابية"، مبيناً أن أفراد الفريق توضأوا قبل التحرك، لأنهم أخبروهم أنهم قد يستشهدون في العملية.
وبيّن جانكايا أنه عندما أخبرهم الضابط في ما بعد أن الجيش سيطر على مقاليد الحكم، صُدموا، وانتابهم شعور بالخوف، مؤكداً أن الضابط لم يُخبرهم أن الهدف المطلوب في الفندق هو الرئيس أردوغان.
وكانت مروحيات تابعة للجيش التركي فتحت النار على فندق، كان يقيم فيه الرئيس أردوغان، في قضاء مرمريس، مساء الجمعة الماضي، بولاية موغلا (غرب) ثم طوقته، وذلك بعد فترة وجيزة من مغادرة أردوغان له.