صيف غزة... موسم عمل اضطراري للأطفال

27 يونيو 2018
تردي الظروف المعيشية يزيد عمل الأطفال(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


تحمل الإجازة المدرسية للطفل إسماعيل من المشقة الشيء الكثير، إذ لا يهنئ بها داخل منزله ووسط ألعابه القليلة، كما جرت العادة عند الأطفال المتعطلين عن المدارس خلال فصل الصيف.

إسماعيل، ابن العشر سنوات يخرج للعمل داخل أسواق غزة مضطراً لتوفير مصروفٍ خاص، ربما ينتشل عائلته قليلاً من الظروف القاهرة التي تعيشها.

ومع ساعات الصباح الأولى، يبدأ إسماعيل في جر عربته الحديدية في أرجاء سوق المعسكر، شمال قطاع غزة، لحمل بضائع المتسوقين مقابل مبلغ مادي قد لا يتعدى شيكلين (الدولار يعادل 3.6 شواكل) عن كل حمولة واحدة قام بنقلها، وقد يستمر في هذا الروتين اليومي حتى حلول المساء، قبل أن يعود بجسمه الهزيل مرهقاً إلى منزله.

ويقول الطفل الفلسطيني لـ"العربي الجديد": "أجيء يوميا لأنقل أشياء الناس، وبنهاية النهار قد أجمع 10 شواكل وهذا مبلغ قليل لأن هناك الكثير مثلي يعملون بعربتهم في السوق، ظروف أهلي صعبة وأحاول مساعدتهم".

وتعد ظاهرة عمالة الأطفال في غزة، أحد إفرازات حصار الاحتلال الإسرائيلي وتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وما رافقها أيضاً من أزمات عدة، أدت إلى تفشي البطالة والفقر بين صفوف الفلسطينيين، وهو الأمر الذي زاد أخيراً مع فرض السلطة الفلسطينية إجراءات عقابية ضد القطاع نالت من الصحة والخدمات ورواتب الموظفين.

وعند مفترق السرايا، وسط مدينة غزة، يلاحظ المارون انتشار الباعة الجوالين من الأطفال، والذين يحاولون عرض بضائعهم البسيطة على السائقين وركاب السيارات، أملاً في أن يجلب هؤلاء مصروفهم الخاص عبر بيع قطع الحلوى أو ورق المحارم وحتى السجائر وأشياءٌ أخرى.

أحمد (14 عاماً) يتجول بين السيارات المزدحمة عند المفترق الرئيس وسط مدينة غزة، حاملاً أشياء بسيطة مثل الولاعات وورق المحارم كي يبيعها إلى المارة والسائقين، وفي حال نجح في بيع أشيائه على مدار ساعات اليوم وتحت أشعة الشمس الحارقة، فإن مجموع ما قد يحصل عليه لن يتعدى 20 شيكلاً في أحسن الأحوال.

ويؤكد أحمد لـ"العربي الجديد" أنه في كل إجازة مدرسية سواء في فصل الشتاء أو الصيف، يذهب للعمل في بيع هذه الحاجيات مقابل توفير مصروفه الخاص بسبب الظروف المعيشية المتردية، غير أن الحزن ينتاب دواخله لكونه غير قادر على الاستمتاع بإجازة وعطلة ينتظرها الأطفال الفلسطينيون للراحة والترفيه.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن نسبة الأطفال العاملين في فلسطين، سواء بأجر أو من دونه، قد بلغت نحو 3.9% من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية من 10 إلى 17 عاما، بواقع 5.3% في الضفة الغربية و1.9% في قطاع غزة، في إحصائية عن عام 2016، غير أن مراقبين يشيرون إلى تخطى النسبة المعدلات الرسمية.


المساهمون