يجمع إسماعيل مصطفى عبد الهادي في محلّ صغير في مخيم البرج الشمالي في مدينة صور (جنوب لبنان)، بين مهنة الصيدلة التي لم يتعلمها، وبين هوايته التي يحب وهي الحفر على الخشب. في المحل المتواضع، رفوف وضع عليها بعض الأدوية، وأخرى عليها مواد تتعلق بالحفر، من مقص كهربائي، وأخشاب وغيرها. يقول: "ليس لديه مكان آخر لممارسة هوايته التي يحب، والتي يطمح من خلالها إلى كسب رزق إضافي، ليتمكن من تأمين احتياجات عائلته.
عبد الهادي في الستين من عمره، وهو من سهل الحولة في فلسطين (قضاء صفد). ولد في لبنان، وتحديداً في مخيم البرج الشمالي، وما زال يعيش فيه حتى اليوم.
يقول: "درست التمريض وتخرجت في عام 1981. عملت في هذه المهنة في عدد من المستشفيات الخاصة. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، اعتقلت ونقلت إلى معتقل في فلسطين المحتلة، حيث مكثت مدة شهر. بعدها، نقلت إلى معسكر أنصار، وبقيت في المعتقل مدة عام ونصف العام، ثم أفرج عني". يضيف: "بعد الإفراج عني، عدت لمزاولة مهنتي التي تعلمت في مستوصف الرازي في صيدا. فيه، عرفت أسماء الأدوية كلها. لاحقاً، لم يعد يكفيني راتبي في ظل ارتفاع الأسعار، فقررت ترك العمل في المستوصف، وفتح صيدلية في المخيم. إلا أن نسبة المبيعات في الصيدلية بالكاد تسد احتياجات البيت وبدل إيجار الصيدلية".
اقــرأ أيضاً
وبالنسبة للحفر على الخشب، يقول: "كنت خطاطاً منذ صغري. وعملت على تطوير موهبتي من خلال شراء بعض الكتب والموسوعات المتخصصة بالرسم والخط"، مشيراً إلى أن الاحتراف صعب، لكنني "وصلت إلى مرحلة جيدة". ويوضح أنه شارك في معرض واحد فقط بطلب من صديق له. يقول: "في البداية، عزفت عن متابعة العمل بهذه المهنة، لأنها كانت تتطلب إمكانيات مادية لشراء آلات، وأخشاب، إضافة إلى أمور أخرى. إلا أن عائلتي كانت الأولوية، وكان علي توفير المال لتأمين احتياجاتها. لكن حين بدأت تسوء الأحوال المادية أكثر فأكثر، صودف أن قصدت مدينة صيدا (جنوب لبنان) ووجدت شخصاً يعمل في مهنتي ذاتها، فقررت العودة إلى الرسم والحفر على الخشب، علّ ذلك يساعدني على تحسين وضعي المعيشي. يضيف أن العمل في الصيدلية المتواضعة وحده لم يعد يسد احتياجات العائلة، خصوصاً بعد أن تخرج ابني البالغ من العمر 25 عاماً من معهد سبلين، وما زال عاطلاً عن العمل. من حين إلى آخر، يعثر على عمل في مجال البناء، إلا أن هذا ليس كافياً.
يضيف: "من أجل ذلك، ولأنني أحب مهنة الحفر، قررت تحويل جزء من الصيدلية إلى محترف فني، لأنه ليس في استطاعتي تأمين مكان آخر لأرسم وأنحت فيه. أطمح إلى أن يكون لدي محترف فني، لكنني في حاجة إلى دعم مادي بداية، وحاضنة فلسطينية ثقافية تهتم بأمثالي من الفلسطينيين، الذين يشكلون الوجه الحضاري لفلسطين".
لكن الفصائل، على حد قوله، لا تعير أي اهتمام لهذا النوع من الفن. يضيف أن منحوتاته هي عن القضية الفلسطينية، "وهذا كل ما يعنيني، لكنني في حاجة إلى دعم اقتصادي لتطوير عملي. كل ما أشتريه من معدات، على غرار الآلات والخشب، يكون على حساب عائلتي والصيدلية، علماً أن الأدوية الموجودة في الصيدلية ليست كثيرة.
ويرى أنّ مشكلة أي فنان عربي، مهما كانت جنسيته، هي غياب الدعم. "نحتاج كفلسطينيين إلى منبر يفتح أمامنا حتى نستطيع إثبات ذواتنا وهوياتنا، ويكون صرخة نوصل من خلالها أصواتنا إلى الخارج، حتى يرى العالم حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في بلاد اللجوء وفي المخيمات بشكل خاص، وتحديداً في مخيمات لبنان". يضيف أن الفلسطينيين في لبنان محرومون من مزاولة مهن عدة، ما يعني أنهم محرومون من حقهم في العمل، أي النافذة التي من خلالها يستطيع الإنسان بناء حياته بشكل صحيح.
في الوقت الحالي، لا يملك عبد الهادي خياراً غير الاستمرار في العمل، علّ عمله هذا يدرّ دخلاً إضافياً على العائلة، ريثما يأتي الدعم الذي ينتظره.
اقــرأ أيضاً
عبد الهادي في الستين من عمره، وهو من سهل الحولة في فلسطين (قضاء صفد). ولد في لبنان، وتحديداً في مخيم البرج الشمالي، وما زال يعيش فيه حتى اليوم.
يقول: "درست التمريض وتخرجت في عام 1981. عملت في هذه المهنة في عدد من المستشفيات الخاصة. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982، اعتقلت ونقلت إلى معتقل في فلسطين المحتلة، حيث مكثت مدة شهر. بعدها، نقلت إلى معسكر أنصار، وبقيت في المعتقل مدة عام ونصف العام، ثم أفرج عني". يضيف: "بعد الإفراج عني، عدت لمزاولة مهنتي التي تعلمت في مستوصف الرازي في صيدا. فيه، عرفت أسماء الأدوية كلها. لاحقاً، لم يعد يكفيني راتبي في ظل ارتفاع الأسعار، فقررت ترك العمل في المستوصف، وفتح صيدلية في المخيم. إلا أن نسبة المبيعات في الصيدلية بالكاد تسد احتياجات البيت وبدل إيجار الصيدلية".
يضيف: "من أجل ذلك، ولأنني أحب مهنة الحفر، قررت تحويل جزء من الصيدلية إلى محترف فني، لأنه ليس في استطاعتي تأمين مكان آخر لأرسم وأنحت فيه. أطمح إلى أن يكون لدي محترف فني، لكنني في حاجة إلى دعم مادي بداية، وحاضنة فلسطينية ثقافية تهتم بأمثالي من الفلسطينيين، الذين يشكلون الوجه الحضاري لفلسطين".
لكن الفصائل، على حد قوله، لا تعير أي اهتمام لهذا النوع من الفن. يضيف أن منحوتاته هي عن القضية الفلسطينية، "وهذا كل ما يعنيني، لكنني في حاجة إلى دعم اقتصادي لتطوير عملي. كل ما أشتريه من معدات، على غرار الآلات والخشب، يكون على حساب عائلتي والصيدلية، علماً أن الأدوية الموجودة في الصيدلية ليست كثيرة.
ويرى أنّ مشكلة أي فنان عربي، مهما كانت جنسيته، هي غياب الدعم. "نحتاج كفلسطينيين إلى منبر يفتح أمامنا حتى نستطيع إثبات ذواتنا وهوياتنا، ويكون صرخة نوصل من خلالها أصواتنا إلى الخارج، حتى يرى العالم حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في بلاد اللجوء وفي المخيمات بشكل خاص، وتحديداً في مخيمات لبنان". يضيف أن الفلسطينيين في لبنان محرومون من مزاولة مهن عدة، ما يعني أنهم محرومون من حقهم في العمل، أي النافذة التي من خلالها يستطيع الإنسان بناء حياته بشكل صحيح.
في الوقت الحالي، لا يملك عبد الهادي خياراً غير الاستمرار في العمل، علّ عمله هذا يدرّ دخلاً إضافياً على العائلة، ريثما يأتي الدعم الذي ينتظره.