بعد دورته الأولى التي انطلقت العام الماضي في مدينة صور اللبنانية، يستعد "مسرح إسطنبولي" هذه الأيام لإطلاق الدورة الثانية من "مهرجان صور المسرحي الدولي"، من السادس حتى العاشر حزيران/ يونيو المقبل، بمشاركة عربية وأجنبية من فلسطين ولبنان وسورية والعراق والجزائر وليبيا ومصر وإسبانيا.
يحتفي المهرجان في نسخته الثانية بالمسرحي اللبناني الراحل ريمون جبارة، ويفتتح أولى فعالياته مع العرض المصري "زنقة الرجالة" للممثل المصري أحمد راتب.
في حديث لـ"العربي الجديد" مع مدير المهرجان قاسم إسطنبولي حول أهمية وجود التظاهرة في الجنوب اللبناني ومدينة صور تحديداً، يقول "يأتي المهرجان ليسلط الضوء على الجنوب اللبناني المهمش، على مدينة صور التي شهدت ذات يوم ازدهاراً ثقافياً وفنياً نحاول أن نعيده الآن".
يتحدث إسطنبولي عن "عدم المساواة في التوزيع الثقافي في لبنان"، و"تمركز الدعم الحكومي والأهلي والخاص، وإقامة معظم الفعاليات والأنشطة في بيروت، على حساب المدن الأخرى"، ويشكو من "غياب الفنانين أنفسهم عن خارج نطاق العاصمة، وهي المشكلة الأكبر، التي تصب في تهميش باقي المدن اللبنانية، وتخلق نوعاً من الطبقية الثقافية والاجتماعية".
يحاول "مسرح إسطنبولي" أن يعيد إلى مدينة صور نشاطها الفني والثقافي، إذ أطلق خلال العام الماضي ثلاثة مهرجانات (مسرحية وموسيقية وسينمائية)، بمشاركات عربية وأجنبية واسعة، إلى جانب إعادة افتتاح "سينما الحمرا" بعد مضي ما يزيد عن 30 عاماً على إغلاقها.
يعترف إسطنبولي بوجود العديد من المعيقات والصعوبات التي تواجه نشاطهم الفني في الجنوب، أبرزها "غياب الأرضية والمناخ المناسبين للعمل الثقافي، وغياب الدعم المالي"، ويضيف "استقبلنا ضيوفنا في منازلنا، وأهلنا طبخوا لهم، واستعرنا الكراسي من جيراننا. وحده إيمان أهالي صور وتعطش الجنوب للثقافة والفن هو ما سيساعدنا في تحقيق ما نطمح إليه".