صوفي كلوزان.. عن آثار سورية مجدّداً

17 فبراير 2020
(آثار سورية في متحف اللوفر)
+ الخط -

كانت مشاهد الآثار المهدّمة أو التي تقع بين أيدي الجماعات المتطرّفة من أكثر الصور التي انتشرت مترافقة مع سياقات عاشتها سورية والعراق بالخصوص، حتى أن مدناً مثل تدمر والموصل لم تعد تُذكر إلا في سياق تلك الصور التي جرى العبث فيها بالآثار بشكل هزّ "ضمير" العالم. في الفترة الأخيرة، قد تبدو المخاطر الموجّهة للآثار قد تراجعت، لكن هل أن ذلك يُطمئن العالم؟

"الآثار السورية: رهانات أخلاقية وتلاعب بالرموز زمن الحرب" عنوان محاضرة تلقيها المؤرّخة والأركيولوجية الفرنسية صوفي كلوزان عند السادسة والنصف من مساء الغد في فرع "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في باريس، حيث تتناول واقع الآثار السورية في سياقات ما بعد 2011.

تعدّ كلوزان من بين أبرز المختصّصين في التاريخ السوري القديم، حيث شاركت في عدّة بعثات تنقيب، إضافة إلى مسؤوليات إشراف على أبحاث تتعلّق بأوغاريت والحضارات التي أقامت مدنها على الضفة الشرقية من المتوسط. وكانت كلوزان من أنشط الباحثين في السنوات الأخيرة لتوفير حماية للآثار السورية بعيداً عن مخرجات الصراعات السياسية.

صدرت لكلوزان عدّة مؤلفات معظمها تستند إلى حفرياتها في المنطقة العربية، مثل: "سورية، ذاكرة وحضارة" (1993)، و"بلاد الرافدين، مسودة ثقافة" (1996)، و"من سومر إلى كنعان: الشرق القديم والكتاب المقدّس" (2005)، و"إلى عشتار" (2014).

تأتي محاضرة كلوزان هذه في وقت خفت فيه الجدل الأوروبي حول مصير الآثار، وهي بذلك تعيد إحياء هذا الموضوع الذي يبقى مصيره غائماً، خصوصاً وأن تهديد الآثار لا يتعلّق فقط بالعدوانية التي تمارسها الجماعات المتشدّدة ضدّها، بل أيضاً بآفات أخرى كالإهمال الرسمي، وخصوصاً تهريب الآثار، وهنا فإن الغرب متورّط في ذلك باعتبار أن الآثار المهرّبة تمضي معظمها إلى مجموعات خاصة في مدن أوروبية وشمال أميركية.

المساهمون