قال محللون اقتصاديون إن الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على الأراضي الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، تضرب اقتصاد إسرائيل، إذ تتسبب في خسائر لحركة التجارة وللقطاع السياحي، فضلا عن التكلفة العسكرية التي يتحملها الاحتلال في حربه ضد قطاع غزة.
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، لليوم الرابع على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 81 فلسطينياً وإصابة أكثر من 500 آخرين حتى ظهر اليوم الخميس، في أكثر من 700 غارة جوية، استهدفت مناطق متفرقة في القطاع، بحسب مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان.
ومنذ بدء هذه العملية، أعلنت حركتا الجهاد الإسلامي وحماس مسؤوليتهما عن إطلاق العشرات، من الصواريخ على مدن وبلدات إسرائيلية.
وقال وديع أبو نصار، مدير مركز الاستشارات الدولي، الذي يتخذ من مدينة حيفا مقرا له، لوكالة الأناضول، إن "هناك تأثيراً نفسياً ومعنوياً واقتصادياً وسياسياً لهذه الصواريخ على إسرائيل".
وأضاف "من الناحية الاقتصادية يمكنك أن تلاحظ أن الحركة الاقتصادية تضعف بشكل ملحوظ في المناطق التي تصلها الصواريخ، وهذا يتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة".
وأشار إلى أن هناك حالة من الخوف داخل إسرائيل، تم التعبير عنها من خلال فتح الملاجئ في جميع مدن الوسط والجنوب.
وتابع أن هناك أيضا ضربة للموسم السياحي، إذ نسمع الكثير من الأحاديث من العاملين في القطاع السياحي بأن أجانب قرروا عدم القدوم إلى إسرائيل بسبب التطورات الأمنية.
وقال "نحن نتحدث عن خسائر كبيرة تقدر بعشرات ملايين الدولارات، وكلما ازدادت فترة العملية كلما ازدادت الخسائر".
ولفت إلى ضرورة عدم إغفال الخسائر الاقتصادية المترتبة على تنفيذ العملية العسكرية في غزة، سواء في ما يتعلق بالأسلحة التي يتم استخدامها والطائرات التي يتم تشغيلها، وبالجنود المشاركين في العملية، وهو ما يتطلب ميزانيات تقدر بعشرات الملايين، وبالتالي فإن الخسائر واضحة.
وحتى الآن، لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية أية أرقام أو بيانات تتعلق بتأثيرات إطلاق صواريخ المقاومة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني.
غير أن توقيت هذه العملية يأتي في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي أزمة مالية، فقد قال وزير الدفاع موشيه يعلون في اجتماع للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مطلع مايو/أيار الماضي، "بدأنا نلمس الضرر الناتج عن الصعوبات في الميزانية، خاصة في مجالات الاستعداد والتدريب".
وكان مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، قال في تصريحات إلى "القناة العاشرة" في التلفزيون الإسرائيلي في 12 مايو/أيار الماضي، إنه تم تقليص موازنة وزارة الدفاع خلال العام الحالي.
وبلغت ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية 51 مليار شيكل (14.5 مليار دولار) للعام الحالي، ولكن موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي المستقل، قال مؤخرا، إن "الجيش اقتطع ثلاثة مليارات دولار من ميزانيته للعام 2014.
وحسب البيانات الإسرائيلية، فإن ميزانية إسرائيل للعام الحالي تبلغ 405 مليارات شيكل (113 مليار دولار).
وقال المحلل الفلسطيني هاني المصري، إن لصواريخ المقاومة تأثيراً اقتصادياً كبيراً على دولة الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف المصري "الإسرائيليون غير معتادين على التضحيات، ولذلك تجد أن الكثير من المدن مشلولة تقريباً، ونسمع ونقرأ في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المئات إن لم يكن الآلاف قد غادروا جنوب إسرائيل إلى شمالها خوفاً من الصواريخ".