صنعاء تشيّع القشيبي وهادي يزور عمران

شيّع عشرات الآلاف من اليمنيين في صنعاء، جثمان قائد اللواء 310 مدرع، حميد القشيبي، الذي قُتل على أيدي الحوثيين في عمران، في الثامن من الشهر الجاري.

وأُقيمت جنازة عسكرية رسمية في وزارة الدفاع، بمشاركة قيادات عسكرية وسياسية، قبل أن تنتقل إلى ميدان السبعين، أكبر ميادين العاصمة، حيث تجمّع عشرات الآلاف من المواطنين، الذين شيّعوه إلى مقبرة الشهداء.

وردد المشيعون هتافات تطالب بإقالة وزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، المُتهم بـ"التهاون وعدم دعم اللواء 310 مدرع في عمران". الأمر الذي أدى إلى سقوط المدينة في نهاية المطاف.
وغاب عن التشييع الرئيس، عبدربه منصور هادي، ووزير الدفاع، في تكريس لصورة الانقسام الحكومي والسياسي الذي تمرّ به البلاد، على خلفية اتهامات لقيادات عليا في الدولة بالتواطؤ مع "أنصار الله" (الحوثيين).

واعتبر اللواء علي محسن صالح، أحد المقرّبين من القشيبي، أن "مقتله جاء غدراً، بعد اتفاق رعته اللجنة الرئاسية الخاصة بالوساطة". ووصف القشيبي بأنه "كان من أصدق القادة الذين دافعوا عن النظام الجمهوري حتى آخر لحظة".

وكان هادي زار محافظة عمران، فجر الأربعاء، والتقى بالمسؤولين والشخصيات الاجتماعية، بحضور ممثلين عن الحوثيين، في خطوة اعتبرها "رسالة إلى كافة أبناء الشعب اليمني، بأن محافظة عمران تنعم بالأمن والاستقرار".

ودعا هادي النازحين من أبناء محافظة عمران إلى العودة إلى "ديارهم بعد تطبيع الأوضاع في المحافظة"، وقال إن "هناك اتفاقاً كاملاً على الانسحاب من المحافظة من كافة الأطراف والجماعات المسلحة، وبسط نفوذ الدولة وقيام السلطة المحلية بواجبها في تنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية".

من جهته، عزى الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، بمقتل القشيبي، واصفاً إياه بأنه "أحد أبطال القوات المسلّحة الذي أبلى بلاءً حسناً من أجل الوطن والثورة والجمهورية والوحدة، وكان له أدوار بارزة في كل الأحداث التي مرّ بها الوطن". واعتبر أن "استشهاده نتيجة مؤامرة دنيئة من قِبل عناصر التطرُّف، وأصحاب النفوس المسكونة بالحقد والانتقام، وأصحاب الشرائح المتعددة".

ومع أن القشيبي كان من أبرز العسكريين المعارضين لنظام صالح، غير أن الرئيس السابق أكد أن "رحيله مثّل خسارة كبيرة للوطن والشعب والقوات المسلّحة والأمن، وبالرغم من موقفه في أحداث العاام 2011، إلّا أن ذلك لم يقلل من احترامنا وتقديرنا له ولأدواره، فقد عاش بطلاً ومات شهيداً، بغض النظر عن مواقفه السياسية".