صلاح عمّو وبيتر كابيز يستلهمان "العاصي" إبراهيم قاشوش

07 سبتمبر 2014
صلاح عمّو وبيتر كابيز (العربي الجديد)
+ الخط -

العاصي، قصة نهر خالد، هو عنوان الألبوم الأول لصلاح عمّو وبيتر كابيـز، بعدما قررا أن تكون الثورة السورية محوره الأساسي، انطلاقا من إيمانهما بأن الموسيقى ليست متعة وترفاً فقط، بل أسلوب حياة، موقف ووسيلة تعبير، ومرآة لقيم البشر وأفكارهم.
إن أغنية واحدة لا تكفي لإظهار المأساة السورية وفصولها التراجيدية، من الشتات والقهر والموت. لكن، ما الذي يستطيع الموسيقي السوري أن يقدمه في مواجهة ذلك، وهو لا يملك إلا صوته وموسيقاه؟ الموسيقى تتحول مع هذه المأساة إلى ملاذ للوطن واللغة، وهي تسعى إلى أن تجمع بين السوريين، الذين فرقتهم وحشية نظام الأسد.
تختصر قصة "العاصي" أحوال ملايين السوريين، فالنهر الذي يشير اسمه إلى التمرد والعصيان، ويدير نواعير حماة القديمة، أحد أهم معالم سورية، تحول إلى قبر عائم حيث رمي رفاة ابراهيم قاشوش منشد الثورة السورية وصاحب أغنية "يلا ارحل يا بشار"، بعدما جُزّتْ حنجرتـُه بوحشية وغلّ مريعين على أيدي شبيحة الأسد.
أغنية "العاصي"، من كلمات وألحان صلاح عمو، مبنية على لحن من التراث الحموي السوري، ويضم الألبوم ست أغانٍ أخرى بالعربية والكردية، كما يحتوي الغلاف على كتيب يقدم كل أغنية باللغات الكردية والعربية والإنكليزية والألمانية.

أغنيات ألبوم العاصي 
- أغنية "ليس للكردي إلا الريح" مأخوذة عن قصيدة محمود درويش الشهيرة، التي أهداها إلى صديقه الشاعر والروائي الكردي السوري، سليم بركات، وهي من ألحان صلاح عمو، ومهداة إلى محمود درويش وسليم بركات. 
- أغنية "صباحكون خير حرية وأمل" "Roj Baş Azadî" دعوة إلى التفاؤل والتسامح، باللغتين الكردية والعربية، من كلمات وألحان صلاح عمو.
 - أغنية "درويشه عفدي"، أغنية كردية تروي جانباً من ملحمة البطل الكردي الأيزيدي درويشي عفدي. ملحمة تتداخل فيها مشاعر الحب وقسوة الحرب، وهي مستقاة من نصوص شفهية وغنائية كردية، تعود إلى القرن الثامن عشر. 
- أغنية "الهجر"، أغنية تراثية عراقية من ثلاثينيات القرن الماضي، معروفة بصوت المغنية سليمة مراد.  

ثقافات متعددة
قبل أن ينتقل صلاح عمّو إلى دمشق لدراسة الموسيقى، عاش وكبر في شمال سورية في منطقة يعيش فيها الكرد والعرب والسريان والأرمن والآشوريون منذ آلاف السنين، فتأثر بموسيقى هذه الشعوب وثقافاتها، مكتسباً الخبرة، ثم عمل مع فرقة "جسور"، التي أسسها مع زملاء له، وتعتبر أحد أهم الفرق السورية، التي قدمت موسيقى هذه الشعوب، من خلال ألبوم "اتجاهات وأمكنة". عقب اندلاع الثورة السورية، حمل صلاح معه موسيقى هذه الثقافات وشغفه إلى فيينا، حيث ساهم والموسيقي النمساوي، بيتر كابيـز، في مشروعهما الجديد من خلال تكوين ثنائي موسيقي، يثريه كل منهما بتجربته الخاصة، صلاح عمو بالموسيقى الشرقية الكردية والعربية، وبيتر كابيـز بتجربته وخبرته الخاصة في موسيقى الجاز، وموسيقى العالم وأسلوب الأوفرتون، الذي يتميز بغنائه. المشروع يعتمد فنيا على الاختزال الموسيقي والتكثيف الحسي، بتوظيف آلة البزق والإيقاعات المرفقة مع الصوت البشري.
يطمح المشروع إلى تقديم أعمال جديدة وخلق تجربة تتمحور حول فهم التبادل والاندماج بين الثقافات والأنماط الموسيقية المختلفة، وتقديم هذه التفاعل الموسيقي إلى الجمهور بأسلوب ممتع.
ومن الجدير ذكره أن حفل إطلاق الألبوم يصادف 13 سبتمبر/ أيلول الجاري في فيينا.   
المساهمون