وينطبق الأمر نفسه على عدم جدوى الوقوع في فخ التحليلات الإسرائيلية التي يخرج منها الجنرال ووزير الأمن المستقيل موشيه يعالون، وكأنه كان آخر العقلاء في حكومة اليمين، أو البوصلة الأخلاقية لحكومة إسرائيل ولجيش الاحتلال. خلافاً لادعاءات يعالون بأنه عارض الجرف العنصري والفاشي في إسرائيل، فقد التزم يعالون الصمت عندما خرج نتنياهو محرضاً في يوم الانتخابات في مارس/آذار من العام الماضي، معلناً أن "أحزاب اليسار تنقل العرب بالحافلات وأنهم يتدفقون على صناديق الاقتراع"، بل كان ممن شاركوا في تكريس الروح العنصرية التحريضية ضد العرب في الداخل، وتحديداً ضد الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة الشيخ رائد صلاح وضد نواب التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست.
من هنا فإنه لا حاجة لردود فعل متأثرة وغاضبة أو مستنكرة في العالم العربي، فكم بالحري في الجانب الفلسطيني. ولن يكون بمقدور دعوات جديدة لمقاطعة إسرائيل أن تحظى بآذان صاغية ما دامت أطراف عربية، وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية، تطالب إعلامياً بمقاطعة حكومة الاحتلال لكنها عندما يتعلق الأمر بها فإنها تواصل التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال. وينطبق ذلك أيضاً، على الأحزاب العربية في الداخل المتحالفة في قائمة مشتركة، إذ إن انضمام ليبرمان للحكومة يضعها هي الأخرى مع شعاراتها المرفوعة ضد العنصرية والفاشية الإسرائيلية على محك الممارسة.