سافرت "ناهد ناصر الزيد"، الشابة السعودية ذات الثلاثة عقود، للحصول على الدكتوراه في الأحياء في بريطانيا، بيد أنها سرعان ما عادت قبل أن تحقق حلمها، محمولة على الأكتاف في نعش.
واستقبلت حشود غفيرة في السعودية، في السادسة والنصف من صباح السبت، من السعوديين وذوي الفتاة، وسط تواجد أمني كثيف في مطار مدينتها الجوف الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من السعودية، حيث يقيم والدها العقيد وأسرتها بين بساتين الزيتون.
وأقيمت على الفقيدة الصلاة في جامع الملك عبد الله في مدينة سكاكا، ومن ثم تم دفن جثمانها في مقبرة اللقائط، القريبة من الجامع، وسط دموع المودعين. وبقيت عبارتها، التي أحبت تدوينها لأسرتها على ورقة في آخر زيارة قامت بها إلى السعودية في 22 أبريل/ نيسان الماضي كتبت فيها "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه" كذكرى يكحل ذووها بها عيونهم الدامعة.
وأكد خال ناهد، إبراهيم الزيد، على حسابه في "تويتر"، أن ابنة اخته، التي ودعت جامعة الجوف لتدرس في بريطانيا، لا تملك حسابا في تويتر أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعية.
وأظهر تسجيل فيديو لقطة سريعة للراحلة، تظهر فيها في كامل حجابها الشرعي، مما جعل الظنون تذهب إلى أن العنصرية ضد المسلمين قد تكون سبب طعنها، في العاشرة من صباح الثلاثاء الماضي، بنحو 16 طعنة في أنحاء متفرقة من جسدها من قبل مجهول، في مقاطعة إسيكس، أثناء ذهابها إلى المعهد، الذي تدرس فيه اللغة الإنجليزية، حيث كانت تدرس في مدينة كولشستر في بريطانيا، ضمن برنامج الابتعاث الحكومي.
وكان سفير السعودية في بريطانيا، الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، قد عقد مؤخرا في مدينة كولشيستر، عددا من اللقاءات بمسؤولي الشرطة والطلاب السعوديين المُبتعثين، للوقوف على آخر تطورات التحقيق في مقتل الطالبة السعودية، واحتياجات الطلاب في المدينة، في أجواء الصدمة التي يعيشون فيها.