صدر عالميا

15 أكتوبر 2015
+ الخط -
تاريخ تونس منذ الاستقلال
(باريس: لاديكوفارت، 2015)

يقول العربي شويخة، أستاذ الإعلام في جامعة منوبة، تونس، وإريك غوب، مدير البحث في المعهد الوطني للبحث العلمي الفرنسي، إن الهدف الأساسي للكتاب هو تقديم تاريخ تونس بشكل يسمح بفهم المنطق والأمور التي كانت وراء ميلاد نظام سياسي تسلطي في تونس، وإدامته خلال أكثر من نصف قرن من الزمن، وإفشاله في 14 يناير/كانون الثاني 2012. الكتاب ليس تأريخاً للأحداث، التي شهدتها تونس طوال هذه الفترة، وإنما قراءة تحليلية لها من منظور سوسيولوجيا التاريخ في دراسة السياسي. فالهدف إذن هو تحليل وفهم النظام التسلطي في تونس، والعوامل التي ساهمت في ظهوره واستمراره. يعتمد الباحثان على الأدبيات الأكاديمية المتخصصة، لا سيما تلك المتعلقة بتونس. يبدآن من تحليل أزمة نظام بورقيبة في ثمانينيات القرن الماضي لأهميتها في فهم اندلاع الاحتجاجات في شتاء 2010-2011. وبالاعتماد على بحوثهما السابقة، يقولان إن "المواطنة السلبية" والريبة في العلاقات بين الحكام والمحكومين، يمكن أن تقود، في حال أزمة، إلى عنف متعدد الأشكال. ويلاحظان أنه مع منتصف العقد المنصرم بدأت قاعدةُ شرعيةِ النظام تتآكل بسبب احتمال استحواذ عائلة بن علي على السلطة ورفض مختلف فئات الشعب ذلك، وحتى جزء من الأوليغارشية الحاكمة. ويختتمان بالقول إن الأزمات السياسية والاجتماعية، التي عرفتها البلاد، ساهمت في توضيح حدود منظومتي بورقيبة وبن علي في تعبئة الولاءات.

نهاية الشرق الأوسط كما نعرفه
(برلين: دار شوركامب، 2015)

يسعى الكتاب إلى استشراف مرحلة ما بعد سايكس بيكو للمنطقة. الكتاب الذي ألّفه الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فولكر بيرتيس، والذي يعمل مدير مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، يقوم بتعريف القوى المحلية في المنطقة وتحليل أدوارها ليرسم السيناريوهات المتوقعة لما يمكن أن يكون عليه المستقبل. يرى المؤلف أنه في بدايات القرن العشرين لم يكن من الممكن تصور هذه النهاية الصعبة للجغرافيا السياسية لمنطقة الشرق الأوسط، حيث إن صدام حسين والقذافي أصبحا من الماضي، كما أن الحرب على تنظيم داعش استطاعت تقريب المسافات بين إيران والولايات المتحدة، في حين يتنبأ بأن سورية والعراق كوحدات سياسية ودول مستقلة ستختفي من على الخريطة "باختصار، يمكننا أن نقول إن الشرق الأوسط الذي نعرفه قد انتهى، وبالتالي يتوجب علينا أن نفكر اليوم في المستقبل". يقع الكتاب في 144 صفحة، ويشمل ستة فصول. كما أن الكتاب أقرب إلى بحث موسع، أو لأطروحة نظرية تنطلق من فرضية انفراط عقد النظام السياسي الذي حكم المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، ويستنتج أنه لا مناص من البحث عن البدائل أو استشرافها. يُذكر أن بيرتيس له العديد من المؤلفات حول العالم العربي بشكل عام، وسورية بشكل خاص، أشهرها كتاب "سوريا تحت حكم بشار الأسد" الذي صدرت له ترجمة عربية عن دار الريس، العام الفائت.

على جثتي
(مدريد: إل بيّنتو، 2015)

بعدَ عملهِ كاتب سيناريو في برامج المغامرات والكوميديّا، يعودُ ماريو كويستا هيرناندو إلى الشرق الأوسط، حيث عاش فيه خلال عام 2009. عودة سريعة للقاء أصدقائه القدامى، في خضم اشتعال الثّورة السورية. فينكبّ على تدوين يوميّاته بين سورية، ولبنان، وإقليم كردستان وتركيا. يوميّات مسافر، اتّسمت بقلةِ الصبر، كما أشار بنفسه في أحد عناوين الكتاب الفرعيّة. ينقلنا ماريو بأسلوبه الاستثنائي وقدرته على الملاحظة، والمعرفة العميقة، وامتيازه بروح الدعابة، بعناية إلى دفتر يومياته، سارداً حكايات مثيرة: كمحاولاته الفاشلة لتسلُّق الجبال، أو حكاية أحد عناصر حزب الله، الذي يدين الكاتب باستمرار بأنّه جاسوس لإسرائيل، جنباً إلى جنب مع قصص أخرى ذات بُعد إنسانيّ كبير، كقصة صديقته السوريّة التي خرجت للتّو من المعتقل، أو صديقه الكردي الذي يحاول الانشقاق والهرب من جيش النظام في بداية الأحداث الضارية السوريّة. "على جثتي" هو دفعة من الأمل والتفاؤل أمام الكتابات التي تتكرّر باستمرار في سرديّة المنطقة العربية، والمحن التي لا حلّ لها. فبدل أنْ يذهب الكاتب في طريق منح القارئ دروساً في الجيواستراتيجيا، يعمل على تقنيّة ضخ الحياة في النص، فيتم استبدال الأدوار بين المتلقي والكاتب، لنتحوّل بذلك من مجرد امتلاكنا الفضول لمعرفة نواحي الصراع الدائر إلى الاهتمام رويداً، رويداً، وبشكل شخصيّ في مجريات أحداث القصص.




المساهمون